من الأمور التي توترنا على الطرقات الخارجية، أن يظل واحد يمشي وراءك طوال ذلك الطريق الطويل، والدنيا رحبة، والمساحات شاسعة، لكنه يظل خلفك إن أسرعت أسرع، وأن خففت خفف، فتحتار ماذا تعمل معه؟ بصراحة كثير من الناس لا يحبون أن يتبعهم أحد أو يمشي وراءهم أحد، يشعرون بالضيق، وكأنهم «قالصين» أحداً وراءهم! والأسوأ من هؤلاء الذين يحبون أحداً أن يمشي قدامهم، ربما لخوف يسكن النفس، في حال وقوع حادث تكون السيارة الأمامية ساتراً وواقياً للحماية، أصحاب السيارات القديمة والذين تجدهم يمشون على مهلهم، وما أن تهم بتجاوز أحدهم، حتى يضغط على مفاصل سيارته القديمة، ويزرّ عليها، حتى ترى عطبة دخنتها، فلا يقدر أن يجاريك، ولكن يظل في سرعته تلك، محاولاً أن يكون قريباً منك، فتتعوذ من إبليس، وتخفف من سرعة سيارتك، لكي يمر بسلام، وتتقي شره، وما أن يتركك خلفه، حتى يعاود التخفيف من سرعته، فتشك أنه لعب أولاد صغار، وتحاول ثانية الهروب منه، لأن تلك الخوّارة ستبقى قدامك، وكأنها زجاج سيارة متسخ، ويحجب عنك الرؤية، وفي الوقت نفسه تخاف أن يطير الـ«بوينت» في وجهك أو ينكسر الـ«دفريشن» فجأة أو ينفلت «تاير من توايرها» لأنها تصرخ من زمان، كفاها استعباد، وكفاها استعمال، وهو شخصياً لا يتفقدها، ولا تتطرأ على باله مثل هذه الكماليات، وهي تبدو أنها لم تر الوكالة منذ ولادتها أو منذ أنزلتها الباخرة القادمة بشحنة تصدير سيارات مستعملة من أميركا! ? سمّار الليالي، عشّاق الأغاني، محبو الفنانة باسكال مشعلاني، يخافون أكثر ما يخافون عند عودتهم في الهزيع الأول من الليل، بحكم أعمالهم، ومتطلبات سهرهم الليلي، من «اصطاب خربان» أو إشارة لا تعمل في سيارتهم، خاصة أنهم يقودون بحرص، وكلهم التزام بأداء السائق المثالي الذي لا يخلي إشارة وما يشغلّها، ولا يخلي مراية وما يطالع فيها، ومتكتف بحزام، لكنهم يفزعون من غرامة «الأصطاب الخربان» والذي لا يضوي في الليل، وهم ضاوين، لأنها ممكن أن تجر وراءها مخالفات، ونقاطا سوداء، ونفخ بالونات، اليوم الكثير يشكو، ويريد أن يعرف عن مدى العلاقة بين «الأصطاب الخربان والنفّاخة» أو إلى أي مدى يمكن أن تقودك مخالفة «الأصطاب الخربان» خاصة أصحاب الربو، وحساسية الشعب الهوائية، ومحبي الأغاني الخليجية؟ ? ننكر على مذيعينا من مواطنين، ومقيمين في تلفزيوناتنا وإذاعاتنا أن تظل كلمة «طريف» محل غلط، ومحل تسكين، ومحل تحريك، والكل لا «يتصابى» على لفظها بالطريقة الصحيحة، كما يلفظها أهلها، فالقاعدة اللغوية، يلفظ الاسم كما ينطقه أهله، وطريف مثال واحد على أسماء أماكن كثيرة، وأسماء أشخاص كثر في الإمارات، يلفظون بطريقة عوجاء، لذا يتوجب على كل محطة من محطاتنا الوطنية أن تعمل لها «قاموساً مهنياً» خاصاً بها، بكيفية الكتابة الصحيحة واللفظ الصحيح لأسماء الناس والأماكن، يكون مرجعا يلجأ له المذيع أو الصحفي، وهو أمر معمول به في وسائل الإعلام الغربية المحترمة! ? واحد شكله شيكات مرتجعة، وتوقيعات دائمة على تعهدات عدة، وجهه يشبه الخبر السيء باستمرار، لا أعرف كيف يقدر أن ينصب على الناس، ويوهمهم بآمال وأحلام، وهم أفهم عنه، وأذكى منه، ويصدقونه على الدوام