كدت أموت من الضحك وأنا أشاهد الفيلم المصري 1000 مبروك الذي يعرض حالياً في دور العرض المحلية، وهو من بطولة أحمد حلمي وإخراج أحمد جلال.. وليس من عادتي مشاهدة الأفلام العربية بشكل عام لأنني أضعها في خانة الإسفاف أكثر من كونها تنتمي إلى خانة الفن السابع، ولكن شجعني أن الفيلم من بطولة أحمد حلمي الذي قدم فيلماً أو فيلمين كممثل هزلي.. الفيلم الجديد مقتبس عن ملهاة يونانية قديمة وربما يكون تقليداً غير محكم للفيلم الأميركي جراوند هاج داي للممثل الهزلي بيل موري. أما سبب الضحك الذي كدت أموت منه فهو حتماً ليس الكوميديا التي قدمها الفيلم، فهو ممل لدرجة كافية تجعلك تغرق في سابع نومة لولا حالة الاستعداد للضحك التي تقمصتك عندما اشتريت تذكرة دخول الفيلم. سبب ضحكي هو المقلب السخيف الذي شعرت أنني وقعت فيه عندما صدقت أن السينما العربية يمكن أن تقدم شيئاً جديداً مبتكراً ومضحكاً.. فضحكت من سذاجتي ومن طرافة السينما العربية بعد مئة عام من صناعتها في العالم العربي، وهي لا تزال في محلها لم تتحرك إلى الأمام.. ضحكت لأنني شعرت أن أحمد حلمي وأحمد جلال يضحكان على المشاهد بهذا الفيلم السخيف، ويستغلان سذاجته، وأن الفيلم مجرد «نصبة» طريفة تدفعك إلى الضحك. وضحكت من سذاجة المشاهدين الذين وجد بعضهم ما يضحك في الفيلم، بينما غادر كثير منهم قاعة السينما بعد ربع ساعة من بدايته، وضحكت لأنني انتظرت هذا الفيلم السخيف وذهبت لدار السينما أكثر من مرة من أجل مشاهدته، وفي كل مرة لا أتمكن من الدخول لأسباب مختلفة لكن كان لدي إصرار غريب.. وضحكت لأنني وجدتني أفكر بطريقة أتباع نظرية المؤامرة التي تحاك دائماً ضد المواطن العربي، ترى هل هناك مؤامرة لتسطيح المواطن العربي عبر السينما والإعلام والصحافة..! أليست جميعها تدور في فلك واحد..! أليست جميعها تضحك على المواطن العربي أينما كان..! أمل المهيري amal.almehairi@admedia.ae