تصف الطفلة القادمة من عشوائيات المُحل في ضواحي مومباي لقاءها بالنجمة السنمائية الشهيرة نيكول كدمان فتقول «كانت تجلس على الأريكة، وشعرها الذهبي الطويل يتدلى على كتفيها، وكانت تبدو تائهة بعض الشيء عندما دخلت عليها الغرفة، ثم أقبلت علي وهي تبدو رائعة الجمال في فستانها الأبيض الطويل. وعندما رايت نيكول كيدمان عن قرب، ظننت أنها دمية، إذ لم أقابل في حياتي امرأة بهذا الطول الذي يجعل النساء في حينا أقزاما مقارنة بها، بشرتها ويداها وشفتاها، كلها كانت رائعة لدرجة أعتقادي بأنني سألوثها لو لمستها». تلك كانت كلمات الطفلة روبينا علي ذات التسع سنوات، والتي هبطت عليها الشهرة بعد تمثيلها في فيلم «المليونير المتشرد»، والذي حصد ثماني من جوائز الأوسكار العام الفائت. طفلة العشوائيات التي أدت دورها ببراعة في الفيلم الذي تكلف 16مليون جنيه استرليني، وبلغت عائداته 185مليون استرليني، خاضت معركة لمنع إزالة كوخ الصفيح الذي تعيش فيه مع أسرتها ضمن حزام العشوائيات الذي يطوق العاصمة التجارية والاقتصادية للهند. وخسرت المعركة لصالح الإقامة في منزل جديد. فقد استفز الفيلم الحكومة الهندية لمعالجة العشوائيات في أكبر ديمقراطيات العالم. كما أن الطفلة ووالدها النجار رفيق قريشي، وجدا نفسيهما في معركة إعلامية بعد ان ذكرت صحيفة بريطانية أن الأب عرضها للبيع مقابل 200 الف استرليني. وفي كتاب عن حياتها ألفته اثنتان من الكاتبات المحترفات بعنوان «أحلام العشوائيات»، تحدثت النجمة الصغيرة عن ذلك اللقاء أيضا وصعوبة فهم ما كانت تقول كيدمان، وقالت «يتكلم الأجانب إنجليزية أخرى غير تلك التي يلقنها لي مدرسي في مدرسة أسيما»!. والواقع أن معاناة الصغيرة في فهم انجليزية النجمة الشهيرة التي تعتبر من«الكنوز الوطنية» في أستراليا، لا تختلف عن معاناتنا أيضا في التخاطب بالانجليزية مع البعض من شبه القارة الهندية وجنوب شرق آسيا، وتكون المعاناة اشد عندما يكون أحد هؤلاء على الطرف الآخر من الهاتف!!. بل ان بعض هؤلاء يتعامل معك كشخص يجهل أبجديات الانجليزية. وقد كانت هذه النقطة بالذات واحدة من العقبات التي اعترضت نقل مراكز الاتصال الخاصة بالمصارف والشركات العالمية الى وادي السليكون الهندي ومدينة مومباي. ولكن في رحلة لي للولايات المتحدة، اتضح لي ان قضية اللكنات الآسيوية الانجليزية لا تقارن مع لكنة بعض الاميركيين الأفارقة. فقد وجت نفسي امام أحدهم في مطار اتلانتا بعد أن فاتنا اللحاق بالرحلة المتجهة الى بورنوريكو، وكان يتحدث بسرعة كبيرة أنستنا أمر الرحلة والحقائب، لنرجوه أن يخفف من سرعة لكنته حتى نتبين ما يقول. وبعد عناء، سبقتنا أمتعتنا الى تلك الجزيرة الفاتنة، ولا توجد رحلة أخرى إلا في مساء اليوم التالي حيث انجليزية أخرى بنكهة «اسبانولية»!!. وأخيرا نعتذر للقراء عن خطأ فني في زاوية امس الأول، قلب معه الحروف اللاتينية لفيروس «اتش1 أن1»، مما استوجب معه التنويه، ودمتم دائما سالمين.