تابعنا مؤخراً الموقف الحازم والصارم والواثق من نفسه للسلطات المختصة في مطار أبوظبي الدولي، حول قضية التمساح الصغير الذي عثر عليه على متن رحلة طائرة شركة مصر للطيران والتي كانت قادمة من القاهرة الجمعة الماضي. وقبل الحديث عن هذا الموقف الحاسم، نود التوقف أمام المصدر الأول للخبر الذي نشرته للأسف بعض صحفنا المحلية، من باب الأخبار المنوعة والطريفة. أقول للأسف لأنه في الأساس خبر بني على معلومة مغلوطة لوكالة الأنباء الفرنسية التي تروج لنفسها على أنها مدرسة في المهنية والحرص على المصداقية، فالطائرة المعنية كانت قادمة أساساً من القاهرة في طريقها إلى أبوظبي، وليس العكس. وللأسف انجرت معها بعض صحفنا المحلية التي تصدر باللغة الإنجليزية، وقالت إن الكائن الذي عثر عليه في الطائرة لم يكن تمساحاً وإنما من الزواحف الصحراوية، في تلميح إلى أنه من بيئتنا!!.فإذا كانت وكالة الأنباء الفرنسية(الشديدة الحرص على المهنية والمصداقية، كما يحلو لخبرائها التقديم لها، والمحاضرة عنها) قد تحدثت عن الذعر الذي دب بين مسافري الرحلة المذكورة، فقد وجدنا من بيننا من ينساق مع الخبر، ويرجح أنه تمساح من الصحراء، ولأول مرة أعرف عن طريق هؤلاء أن للصحراء تماسيحها أيضا!!. من دون أن يكلف أحد منهم نفسه أو أحد «محاضري المهنية والمصداقية» مؤونة التحدث مع المعنيين في مطار أبوظبي الدولي لاستجلاء الأمر. غيرتنا الشديدة على مطارنا الدولي مشروعة، ليس فقط بحكم الارتباط والانتماء، ولكن لأننا أخبر وأكثر دراية بمقدار الجهد الكبير الذي يبذله العاملون فيه حتى يكون السفر عن طريقه أكثر أمناً وأماناً ومتعة. ومع كل رحلة عن طريق هذا المطار يشعر المرء بالجديد الذي يضاف من أجل راحة وسلامة المسافر. بدءا من موظفي الخدمات الأرضية ورجال الأمن والجمارك وحتى مأموري الجوازات، الذين يحرصون على استقبالك ووداعك بابتسامة ووجه بشوش في كل الأوقات. هذا الجهد الكبير الذي تحول به ومعه مطار أبوظبي الدولي الى صرح في عالم السفر والنقل الجوي، حاول البعض تشويهه بذلك الخبر الذي اعتبروه من الطرائف، ولم نره كذلك لما حمل من تقليل لدور العيون الساهرة واليقظة، والتي رفضت أن يمر أمر كهذا من دون وقفة جادة وحازمة.فالموضوع أكبر من مجرد تمساح، إذ يطال سمعة مطار ويصمه بأن إجراءاته سهلة الاختراق وكثيرة الثغرات وتمثل هذا الموقف الحازم كذلك في إعلان شركة أبوظبي للمطارات إجراء تحقيق في الأمر بالتعاون مع شركة مصر للطيران، لكشف ملابسات وجود التمساح الذي لم يتجاوز طوله 30 سنتميتراً في الطائرة. كما أكدت السلطات الأمنية على لسان مدير أمن المنافذ والمطارات العقيد خميس المرر أنها «في كامل الجاهزية واليقظة العالية للحيلولة دون مرور أي شيء يشكل ازعاجاً أو تهديداً لسلامة المسافرين، أو يتنافى مع الإجراءات الدولية لقوانين الطيران العالمية».وأخيراً تحية شكر للعيون الساهرة في مطاراتنا ومنافذنا، و«عساكم دوم على القوة»