تراجع دور المجلات النسائية في السنوات العشر الماضية بعد انتشار الإنترنت والفضائيات، وباتت هذه الوسائل تقوم بالدور الذي اضطلعت به هذه المجلات في السابق من حيث الحصول على الأخبار ومتابعة كل ما يهم المرأة العربية. واضطرت هذه المجلات في السنوات القليلة الماضية إلى الاهتمام بقضايا أخرى، إلى جانب قضايا المرأة من أجل جذب مزيد من القراء، فاتجهت إلى الاهتمام بالفن والنميمة والأبراج وغيرها من الموضوعات لجذب القراء بشكل كبير، واعتماد الإثارة في متابعة قضايا الفنانين، أو قضايا مثل الجريمة التي تكون المرأة طرفا فيها. ولا شك أن هذه المجلات كان لها دور كبير في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي في طرح قضايا المرأة العربية.. لأن القائمين عليها كان لديهم الحس الثقافي والاجتماعي، وكان المجتمع بشكل عام مهيأ للقراءة، وكان حراك ثقافي كبير في عالمنا العربي أكثر منه اليوم، وخلال هذه السنوات تكاثرت المجلات النسائية كالفطر، وباتت وسيلة رزق لكل من يبحث عن الربح السريع اعتماداً على ما ينشر في هذه المجلات من إعلانات تحرص الشركات عليه. وفي ظل المنافسة الحالية والتحديات التي يواجهها الإعلام المقروء عموماً، والإعلام النسائي على وجه الخصوص، يجب على هذه المجلات اختيار الموضوعات غير المكررة والتي تتناولها الفضائيات وكذلك مواقع الانترنت، وما أكثرها في عالمنا العربي. العديد من هذه المجلات تتعمد التعامل مع المرأة من منطلق تحويلها إلى سلعة من خلال الترويج غير المدروس لعمليات التجميل، وجذب اهتمامها إلى كل ما هو جديد وغريب حتى لو كان هذا الجديد لا يتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا، فما يناسب المرأة في الغرب ليس بالضرورة أن يكون مفيداً للمرأة العربية التي تختلف عاداتها وتقاليدها وطبيعتها عن المرأة في أوروبا أو أمريكا. والمرأة في الإمارات حصلت على حقوقها بالكامل وتبوأت مكاناً بارزاً في المجتمع مقارنة بما كانت عليه في السابق، وذلك من خلال الاهتمام الكبير الذي توليه الحكومات المحلية والاتحادية للمرأة، وأمهاتنا وجداتنا تحملنَّ المسؤولية في ظل غياب أكثر الرجال بسبب العمل في خارج الوطن، فكانت المرأة في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي تقوم بدور الأم والأب معاً، فاستحقت أن تكون نصف المجتمع أو أكثر من ذلك. إبراهيم العسم