** مع اعترافنا بأن المعايير التي اعتمدها الاتحاد الدولي للإحصاء والتاريخ في تصنيف الدوريات في العالم لم تكن واضحة بالقدر الكافي، إلا أن ذلك لا يحول دون التوقف عند المحصلة التي خرج بها الاتحاد الذي يتخذ ألمانيا مقراً له. **** وعندما يحتل الدوري الإماراتي المركز الثامن عربياً والـ 44 عالمياً فإن المنطق يفرض دراسة الأمر من كل جوانبه، بعد أن عشنا طويلاً نعتقد أن الدوري الإماراتي ليس الأفضل عربياً فحسب بل الأقوى «آسيوياً» أيضاً. **** وكلمة حق فإن تصنيف الاتحاد الدولي للإحصاء والتاريخ، وإن اختلفت الآراء حول معاييره، كشف المستور، وأوضح أوجه القصور التي يعاني منها الدوري الإماراتي الذي لا يخلو من إثارة، ولكن الإثارة وحدها لا تعني قوة المسابقة، لأنها يمكن أن تكون نتاج تقارب المستويات، وهذه الحالة ليست دليل قوة، بل يمكن أن تكون مؤشراً على تقارب المستويات فيما يتعلق بالتراجع الفني. **** كما أن المسابقة عانت من تراجع معدلات الاقبال الجماهيري وهي تعيش أول موسم احترافي، وبدلاً من أن تقود الأجواء الاحترافية إلى إقبال جماهيري تضيق به المدرجات، إذ بالواقع المؤلم الذي تجسده المدرجات الخاوية وهو ما كشفته الأرقام التي أوضحت أن معظم المباريات حظيت بمتابعة جماهيرية تقل كثيراً عما يجري في الدورات الرمضانية! **** ولا شك أن المركز الثامن «عربياً» لابد أن يدق ناقوس الخطر وأن يفرض علينا التعامل الواقعي عند تقييم المسابقة، ولا يجب أن يؤدي الانشغال بالتنافس الساخن من أجل انتزاع لقب المسابقة، أو بهدف الهروب من مأزق الهبوط، إلى عدم التوقف عند السلبيات التي وضعت المسابقة في موقف لا تحسد عليه، ويجب أن نتكاتف جميعاً من أجل تقليل السلبيات واستثمار الإيجابيات، حتى يتمكن الدوري الإماراتي من استعادة مكانته مرة أخرى، والارتقاء بمستواه الفني والجماهيري، حتى لا يتواصل الشعور بأن الدوري الإماراتي ليس سوى «صناعة إعلامية»! **** حققت اللعبات الفردية نجاحات مشهودة خلال فترة الصيف ونالت ما تستحقه من اهتمام إعلامي في غياب «سطوة» مسابقات كرة القدم، ولا خلاف على أن حرص المسؤولين على تثمين جهود أصحاب الألقاب والمتميزين من شأنه أن يضع اللعبات الفردية في المسار الصحيح، لاسيما أن الدول تتعامل مع تلك الألعاب على أنها بمثابة الدجاجة التي تبيض ذهباً وفضة وبرونز. **** ولعل ذلك الاهتمام يتواصل، وفق استراتيجية واضحة، حتى لا يفاجئنا «أولمبياد لندن» بعد 3 سنوات، ويتكرر مشهد الأولمبياد الماضي عندما عدنا من بكين بخفي حنين!