شهدت الأيام القليلة الماضية،حادثين مروريين مؤلمين للغاية من حوادث السيارات،وذهب ضحيتهما ثمانية اشخاص حرقا بعد اندلاع النيران في مركبتي الحادثين اللذين وقع كل منهما في إمارة مختلفة. وما نريد التوقف أمامه ضرورة أن تشمل تقارير مخططي الحوادث الجوانب الفنية للمركبات، وكشف ما إذا كان هناك قصور تقني ساهم في سرعة احتراق المركبة، وهذا الامر بالذات لا تتطرق اليه ادارات المرور أو تتعرض اليه بتوسع إرشادي ، ويتم تحميل السبب الى السرعة او فقدان السيطرة وغيرها من الاسباب التي لا تذكر هذه الجوانب الفنية، وهي ليست بالمرة الاولى. مع متابعة التفاصيل ودراسة الحالات والتحقيق فيها سيساعد الجهات المختصة في الكشف عن اي قصور او عيب فني بالتصنيع، ربما كان وراء احتراق السيارات بتلك السرعة، ووفاة ركابها احتراقا بداخلها.كما جرى في الحادثين المؤلمين مؤخرا. وما زلت اتذكر الضجة التي قامت في الولايات المتحدة إثر وفاة طفل بسبب كيس هواء السيارة الذي اندفع في وجه الصغير ليقضي عليه بدلا من أن يحميه لدى اصطدام السيارة التي كانت تقودها أمه بأخرى كانت قادمة من اتجاه آخر. وتسببت الضجة في إجراء تحقيقات واسعة النطاق واختبارات وفحوص فنية اخرى، قادت الى اكتشاف عيوب تصنيعية في أكياس الهواء تلك، والى مراجعة أشمل في إجراءات السلامة، وعند نقل الاطفال، وشددت اللوائح المرورية هناك على مسألة وضع الاطفال في المقاعد الامامية. ادارات المرور وترخيص المركبات عندنا، تنظم الحملات تلو الاخرى، ولم تترك جانبا من جوانب السلامة المرورية الا وتطرقت اليه، كل في وقته وموسمه. وفي موسم الاجازات الصيفية الحالية، تابعنا حملة سلامة الاطارات ومن قبلها توعية المسافرين برا لمسألة الحمولة المقررة لكل مركبة. إلا أن جانب التوعية والوقاية من حرائق السيارات لم يأخذ الاهتمام الكافي. وكذلك موضوع المواصفات التي يجب توافرها في السيارات للحيلولة دون سرعة اندلاع الحريق وانفجار المركبة عند الاصطدام. فتركيز المواصفات عندنا على الاشياء والاضافات المظهرية، جاء على حساب قضايا مهمة في صلب الوقاية والسلامة. وهذا الامر نلمسه حتى في الاعلانات الترويجية والدعائية الموجهة لنا من قبل منتجي وموزعي السيارات. وتجد أن هذه الدعايات تركز على سرعة السيارة والرفاهية التي تتوافر فيها، لدرجة تدليك ظهر السائق على المسافات البعيدة، وأيضا كيف تتبدل اسطوانات«السي دي» تلقائيا، و«الرنجات»الالمنيوم وكراسي الجلد. من دون اي كلمة او اشارة لمواضيع السلامة والحفاظ على حياة سائق هذه المركبة. وبالمقابل أطالع ذات الاعلانات لذات المصنعين في بلدان اوروبية واميركا، فتجد أن الدعاية الى جانب ما ذكرت من إضافات وزوائد للرفاهية، فهناك حيز للسلامة والامان يفوق كل الاعتبارات. وهو الامر الذي نأمله من ادارات المرور وترخيص المركبات. وعدم التركيز على هذه الجوانب ولد الاعتقاد لدى البعض بأن مواصفاتنا الخليجية للسيارات، تقتصر على الشكليات والاضافات الترفيهية دون سواها.