يوم الأربعاء الماضي لم يكن يوما عاديا قط بالنسبة لأبناء الإمارات،ففي الساعة العاشرة وست وأربعين دقيقة ليلا بتوقيتنا المحلي، انطلق إلى الفضاء الخارجي أول قمر اصطناعي إماراتي حاملاً اسم وعلم وشعار دولة الإمارات العربية المتحدة،ليستقر في مداره المقرر حول الكرة الارضية على ارتفاع 684 كيلومترا. وقد كان فريق المهندسين والعلماء من أبناء هذا الوطن الغالي في المحطة الارضية للرصد والمتابعة في دبي قد تمكنوا من تثبيت القمر الاصطناعي»دبي سات- 1» في موقعه النهائي،بعد أن أتم دورتين حول الارض،عقب إطلاقه بنجاح من قاعدة»بايكانور» في كازاخستان بمشاركة خمسة خبراء إماراتيين انضموا لنظرائهم الروس المتخصصين في تشغيل تكنولوجيا إطلاق الأقمار الاصطناعية. وهناك الآن فريق علمي يضم 14خبيرا من أبناء الإمارات موجودون في كوريا الجنوبية للمشاركة في بناء»دبي سات2»الذي يعد نواة حقيقية لصناعة بناء الاقمار الاصطناعية في الدولة،وسيكون أكبر بكثير من «دبي سات1»وذا وظائف أكثر تعقيدا منه»،بحسب ما قال للصحفيين سالم المري مدير مشروع»دبي سات1» في اتصال معه من موسكو. كما نجح فريق العمل في محطة دبي بتوجيه فتح ألواح الطاقة الشمسية الخاصة بالقمر الاصطناعي لإمداده بالطاقة الكهربائية خلال تشغيله في الفضاء الخارجي،والتي تصل الى خمس سنوات. في مهمة لجمع الصور والبيانات التي سيتم استخدامها في العديد من التطبيقات المدنية كتخطيط المدن والتطوير العمراني والبحوث العلمية والاتصالات الهاتفية والنقل والمواصلات وغيرها من المجالات التي فيها خير ورخاء وازدهار الانسان وتحسين حياته. وكما هي دوما مساعي وجهود الإمارات في كل مكان. وهذا الجهد الذي حلق عاليا في الفضاء،ونتحدث عنه اليوم بكل فخر واعتزاز ،شارك فيه ما نسبته 30 في المائة من الخبراء والمهندسين والمشرفين المواطنين. الى سنوات قليلة كان مجرد الحديث عن إنجاز علمي كهذا يندرج ضمن أضغاث الاحلام، والكثيرون يتناسون أن الانجازات الجليلة والعظيمة بدأت حلما. وعندما يتحول الحلم الى علم فإنه يختزل قصة إصرار ودأب وإرادة وتصميم لا تلين له قناة،وتلك هي قصة مسيرة وطن وحكاية أرض، أنعم الله عليها بقيادة تملك رؤية ثاقبة وبصيرة نافذة، الانسان فيها دوما هو الرقم الاهم في معادلة بناء الوطن. وبها تحقق له ما لم يتحقق او كنا نتخيل أنه سيتحقق. لقد كان إيلاء الانسان كل هذا الاهتمام،وتوفير ظروف و فرص الارتقاء والاعتناء به ،وتمكينه من الارتقاء في مراتب ومعارج العلم على اختلاف مراتبه ودرجاته، وتأهيله التأهيل الشامل مفتاح هذه الإنجازات التي تحققت اليوم للإمارات،وهي تمضي من نجاح الى تفوق،ولله الحمد. وهي إنجازات لم تكن بضربة حظ،قدر ما هي من ثمار وجهد قيادة أخلصت لنهج ترسخ على يد القائد المؤسس، وواصله بجد وحدب خليفة الخير وإخوانه الميامين. وعصارة نهج مهما حلق للسماوات العلى يظل ضاربا جذوره في هذه الأرض الطيبة،متمسكاً بهويته الأصيلة في الحلم وبالعلم