انفض سامر انتخابات اتحاد الكرة، وعرفنا هوية جميع الأعضاء الذين سيتولون مسؤولية قيادة دفة اتحاد الكرة في السنوات الأربع القادمة، ولعل أكثر ما يسعد في كل العملية، هو المفاجآت التي حصلت في هوية الفائزين بنجاح بعض الأسماء، وعدم توفيق أخرى على عكس الترويجات التي سبقت التوجه إلى صناديق الاقتراع· المفاجآت في حد ذاتها دليل على وجود منافسة حقيقية في الانتخابات وأن عملية الفوز لم تكن سهلة، ولكنها تطلبت اجتهادا من أعضائها، وسعي الأندية لحيازة رضاها، وكسب أصواتها وليس الجلوس والانتظار على أمل أن يأتي الفوز من العدم· خير مثال على ذلك عبدالوهاب أحمد والذي يمثل نجاحه في تقديري قمة الممارسة الديمقراطية الصحيحة نظراً لأنه لم يحظ يتكتل انتخابي يدعم فرصه مثل غيره من المرشحين بعد أن أجمعت أندية رأس الخيمة على اختيار السكار مرشحا وحيدا لها في الانتخابات لكن ذلك لم يثنه عن المواصلة ودفعه إلى الاجتهاد في الاتصال بالأندية وعدم التفريط في فرصته إلى ان تحقق النجاح في النهاية، ونال ثقة الأندية في مشهد يؤكد أن الجهود الفردية في الانتخابات تستطيع النجاح على حساب التكتل· مثال آخر نسوقه ويتعلق بكلمات محمد عبدالكريم ممثل الشارقة والتي تتضمن اعترافه بشجاعة بان عدم نجاحه في الانتخابات لا يمثل مفاجأة شخصية له لأنه لم يسع للفوز، ويبادر ويتصل بالأندية من أجل كسب أصواتها كما فعل معظم المرشحين معتبرا نتيجة التصويت في النهاية منطقية· والمعنى العام واضح بأن النجاح من عدمه لم يكن يتوقف على التكتلات ومكانة النادي الذي يأتي منه كل عضو ولكنه كان يتوقف في جانب منه على عمل واجتهاد صاحبه من أجل النجاح وهذه هي طبيعة الانتخابات الحقيقية· بالطبع هناك بعض الأسماء كانت تحظى بقوة دعم أكثر من غيرها وقوة الدعم هذه سهلت من مهمتها في الفوز لكن الأكيد أن جميع العناصر التي نجحت ملكت القدرة على جذب أصوات الأندية والحصول على ثقتها· في البداية كنا نخشى أن تدار كل العملية الانتخابية ''بالريموت كنترول'' وأن نشاهد أداء مسرحيا بفوز الأعضاء بالتزكية في المضمون وتغليفه بالانتخابات من حيث الشكل دون أي مجهود وسعي حقيقي من أجل الفوز· وبعد مشهد النهاية نستطيع القول إن تجربة الانتخابات جاءت ثرية وفاقت التوقعات، صحيح أن التربيطات والاتفاقات الجانبية كانت موجودة لكن هذا وضع طبيعي في أي انتخابات في أن تحرك المصالح المشتركة اتجاهاتها·