كنت قد سمعت عن «سوزان بويل»، أثناء بعض التقارير السريعة على أكثر من محطة تلفزيونية، فهمت قليلاً، ولم أفهم كل الموضوع. في صباح أحد الأيام استيقظت، جهزت نفسي للخروج لمُتابعةٍ صعبةٍ لأشياء في الحياة خارج البيت، كانت حوالي السابعة صباحاً، تفحصت الايميل، وأحدهم قد أرسل لي رابطاً على ال»يو تيوب»، وكان مقطعاً من مقابلة «سوزان بويل»، كانت الشمس فعلاً كالعادة في هذا الوقت صفراء كأصفر «فان جوخ»، وكنت مُنَمَّلاً قليلاً، لا أريد الخروج من البيت لأداء أي شيء، فلا أجمل من النوم على «الكنبة» وعدم الاستيقاظ أبداً. فتحت الرابط، وشاهدت ما حدث، ووَصْفُه ببساطة: (أنها متقدمة مشاركة إنجليزية في برنامج «أميركان أيدل»، لم تُوحِ للجمهور واللجنة بأي شيء مما ظَهر قبل غنائها)، تذكرت لحظتها وحين ارتجف شعوري، مع دموع كادت أن تخرج من عيني، لكنها توزعت - بمحبة لم أكن أدركها من قبل - على كل جسدي، تذكرت رقصة باليه أرسلها أحدهم – نِتِّيَّاً - منذ أكثر من عام لراقصة سليمة، وراقص بقدم وساق مقطوعة، استعاض عنها بعكاز، وكانت رقصة ثنائية غير متوقعة، وكان ما حدث لي وقتها مماثل لما شعرت به عند «بويل»، باستثناء إضافي لبعض الدموع العلنية. ما يشغل «البال» هنا هو الفرح الذي أتى متحولاً عن عدم توقع شيء مِنْ «بويل» بكل شروط ظروفها غير المواتية، وكذلك العكاز الذي لم يُعِن الراقص الآسيوي، بل أعانه الراقص نفسه حسب ما رأيت. الفرح ليس فكرة للضحك، بل تحوُّل، وليس تحولاً سِحرياً للآخرين كما في حالتي «بويل» و «الآسيوي»، بل هو تعافي الجمهور ولجان التحكيم من بيروقراطية التعود على الممكن الذي هو غير مستحيل، وهذا ما يعني أن أقل القليل داخل كل منا هو شيء يُعتد به في حد ذاته. الفرحُ انتقالٌ معرفيٌ، كما أن الفعلَ الإرادي فعلٌ تجريبي. eachpattern@hotmail.com