أظهر استطلاع نشرته إحدى المجلات المختصة في شؤون الأسرة عن أمور كثيرة، ولكنها صغيرة تثير غضب الرجال من النساء، دون دراية ولا وعي منهن، وإن عرفنها، تناسينها إلى حين، ومن ثم تعود حليمة وأختها إلى عادتهما القديمة، وهنا بعض هذه الأشياء، ونستطيع أن نضيف عليها الكثير، حيث كشف الاستطلاع أن 71 في المئة من الرجال يكرهون تولي النساء مهمة الاستدلال بخريطة المدينة أو على الطريق أثناء السفر بالسيارة، أو التجوال في المدن المزدحمة؛ لأنهن مصدر أساسي للازدحام، وربكة الشوارع، والحديث الفاضي مع السائق، وإلهائه، ورفع ضغطه، وعند مفترق الطرق تنصحه في البداية متأكدة: «روح من هنا.. ثم لا..لا.. أعتقد من هناك»! كما أن الادعاء بالمعرفة الذي تتقنه النساء، والتمظهر به أمام الناس، كثيراً ما يكلف أزواجهن العناء والتعب وشق الثوب، وبالنسبة للثوب والملابس فالرجل يغضب كثيراً، ودائماً من شكوى الزوجة إنه لا يوجد لديها ما ترتديه، فينظر الزوج بعين جمل حانق إلى خزانتها المتكدسة بالملابس، ويحب أن يحرقها لتكون وقوداً لها. ومن بين ما يثير غضب 63 في المئة من الرجال، سؤال المرأة المعاد والممضوغ، «ألا تعتقد أن وزني زاد قليلاً»، أو«ما قلت لي يعني أنني خفيت شوي»، والسؤالان يتجنبهما الرجل؛ لأن فيهما من الكذب الكثير، أولاً زاد وزنها كثيراً، ولم يقل قليلاً، والثاني أنها لم تخف مطلقاً، لكي يقول إنها خفت «شوي»، فأحسن له أن لا يكذّب عينيه؛ لأنها في الحالتين ستدعي عليهما بالعمى. وفي الاستطلاع، نجد أن ما نسبته57 في المائة من الرجال يكرهون التسوق مع نسائهم، فكيف إذا ما طالبت المرأة بتمديد ساعات التسوق، أو التنقل من «مول إلى مول» أو بعد أن تكون اشترت كل حاجياتها اللازمة، وغير اللازمة، تعود بك إلى المكان نفسه؛ لأنها نسيت حاجة ضرورية، وهذه الضرورية ستخرب في البراد، ولن تتذكرها بعد ذلك اليوم. أما الشكوى بوجود جوارب ملقاة على الأرض أو ملابس مستعملة على سرير النوم، أو فوطة مبلولة على الكنبة، فإن 41 في المئة من الرجال قالوا إنهم يغضبون عندما تشتكي النساء من مواضيع بسيطة كهذه، كما يتساءل 24 في المئة من الرجال عن السبب الذي يدفع النساء إلى الاحتفاظ بكل متعلقاتها في حقيبتها، والتنقل بها من مكان إلى مكان، ومن ثم تشكو ضياع أشيائها، وترجع للزوج تسأله إن كان رأى نظارتها الشمسية مثلاً! وهناك من المضجرات، المغضبات، كثرة «المسجات» وتكرار الاتصالات، وذكر النساء الأخريات بما يشين ويعيب، وتمجيدها للذات، والموضة الجديدة الآن، وين ما بتسافر بكون وياك، وما أريدها تفرقنا المسافات، والسؤال الفلسفي الأزلي «وين أنت، ومنو معاك، ووين هالهيتات»؟