ككل الأشياء الجميلة التي تضيء حولنا من وقت لآخر وتجعل للحياة معنى أكثر تألقا، كان صدور القرار الوزاري رقم 127 المعني بإشهار «جمعية الشيخ محمد بن خالد آل نهيان لأجيال المستقبل»، أول جمعية للطفل في دولة الإمارات العربية المتحدة؛ ورغم تجنبي المستمر لاستغلال هذه المساحة للتعبير عن إعجابي بأشخاص أو مؤسسات، إلا أن القرار كسر تحفظي لأنه مختلف، ويشعل قنديلا ذهبيا يزيد من اتساع الضوء حولنا، يرشدنا إلى أرض جديدة قابلة لزراعة الأحلام والأماني فيها، يكون حصادها جيلا مختلفا من أطفالنا، جيلا قادرا على لملمة كل انكساراتنا وخيباتنا وموروثاتنا العقيمة؛ ليصنع منها زينة ورقية يلهو تحتها، وينتج الجمال. «جمعية أجيال المستقبل» ثمرة لجهد طويل بانت بذوره في المشاريع المختلفة المعنية بالطفل والتي كانت على رأس أولويات «مركز محمد بن خالد آل نهيان الثقافي الديني»، في طرح بدائل للمجتمع تلبي احتياجاته للارتقاء بالطفل فكرياً وثقافياً واجتماعيا؛ على سبيل المثال لا الحصر «مكتبة أجيال المستقبل» أنشئت عام 2005 ووفرت عناوين لا حصر لها بين قصص وكتب للأطفال، وما واكب هذا المشروع من ابتكارات لتحفيز مهارات القراءة والتفكير الحر كـ «تاج المعرفة» وجواهره، و«معلوماتي مصدر قوتي»؛ وكذلك مشروع «المكتبة المتنقلة» الذي يذهب حيث يوجد الأطفال لا العكس؛ وورش أسابيع الطفولة الواعدة، وغيرها من الفعاليات التي أنضجت تجربة القائمين على المركز في مجال تنمية الأطفال. هذا تماما ما يجعل الثقة بهذه الجمعية مختلفة، فصاحبة هذه المبادرة والراعية الأولى لها، الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان استطاعت أن تُرسخ بما تمتلكه من كفاءة منفتحة على المتغيرات المحيطة بالطفل، منظورا مختلفا للاحتياجات التي اعتقدنا طويلا أنها كافية ليكون لدينا أطفال قادرون على قيادة المستقبل بجدارة، هذا المنظور الذي أكدته التجربة، وأثبت جدواه في مشاريع المركز، ليصبح أكثر من مجرد شعار منمق، يجيد الجميع صياغته، بينما قلة فقط من تستطيع تطبيقه. مُبارك لتلك الأرواح الجميلة التي تغرس هذه المبادرات حولنا وتسعى للجمال باستمرار، ومُبارك لتلك الأرواح الصغيرة التي ننتظرها بلهفة وشوق لتحلق بنا في فضاء آخر ومستقبل مختلف. Als_almenhaly@admedia.ae