من جولة إلى أخرى في الدوري تتجسد حقيقة واحدة وهي أن الأهلي قادم لا محالة للقمة والذهاب أبعد من ذلك بالفوز بالدرع ووضعها إلى جانب الكأس في ظل كرم الشباب وفتحه المجال للمنافسين في الاقتراب منه بشكل مضطرد في مختلف الجولات· لا أدري إلى متى سيظل أفراد فريق الشباب وبعض المراقبين يرددون أن الفريق وقع أسيراً لضغوط الصدارة وهي السبب في حالة التراجع الحادة التي يعاني منها والتي كلفته الكثير لغاية الآن· الضغوط موجودة على كل المنافسين، وربما كانت بصورة أكبر على مطارديه الأهلي والشارقة والجزيرة، لأن أي خسارة كانت تعني الابتعاد عن المنافسة في الوقت الذي كان فيه الشباب يملك رصيداً يحميه من التقلبات· لقد عاش الشباب بما فيه الكفاية على أمجاد الدور الأول، وإذا لم يجد طريقه للتحرر من تراجعه فإنه مهدد بضياع كل الجهد الذي بذله في الموسم خاصة أن أداء المنافسين في تصاعد· فريق الفرسان اجتاز اختباراً غاية في الصعوبة أمام الشارقة، وخرج منه بدرجة الامتياز كعادته، وفي تقديري: فإنه من الصعب على أي فريق في الوقت الراهن إيقاف المد الأحمر، وإذا حصل أي تراجع للفريق فإنه سيكون ذاتيَّ المصدر وليس من المنافسين· الأهلي في مباراة الشارقة جسد تفوّقه الواضح في الدور الثاني بالاقتراب من اللحظة التي ينتظرها منذ فترة طويلة، وهي القفز على عرش الصدارة، والتي أخذت ملامحها تلوح في الأفق حيث لم يعد يفصله عنها غير مباراة الوصل المؤجلة· لا أخفي تعاطفي مع الشارقة الذي ارتقى لاعبوه إلى مستوى المسؤولية، وقدموا مباراة كبيرة تدل على حرصهم على عدم تفويت الفرصة في المنافسة على اللقب، لكن تبقى هذه هي أحوال الكرة، ليس شرطاً أن تبدع لكي تفوز· من سوء طالع الفريق أنه لم يحسن استغلال فترة سيطرته على المباراة، وسمح للفرص تتسرب من بين يديه أمام فريق لا تُؤمَن عاقبته ويستطيع قلب كل الموازين في أي لحظة من اللحظات· ومن حسن طالع الشارقة أن الشباب تعادل وأضاع نقطتين جديدتين، وهو الأمر الذي يعني أن فرصته في المنافسة لم تكتب شهادة ''وفاتها'' بعدُ، وأمله ما زال كبيراً في المزاحمة على الصدارة، وهذه الفرصة كان من الممكن أن تضعف لو فاز المتصدر في الغربية· آخر همسة: أمنية كم أود أن أراها في ملاعب الدوري، وهي أن نشاهد اللاعب الذي يسجل هدفاً يسجد شكراً على هدفه بدل الحركات ''السخيفة'' التي نراها بعد تسجيل كل هدف!