كان أمراً لافتاً للنظر أن يستمر الأهلي في انتصاراته حتى على الشارقة! كان الشارقة- وهذه كلمة حق- عقبة كأداء، فهو ليس بالفريق الهيّن من ناحية، وهو يريد الانقضاض على الصدارة من ناحية أخرى حتى يستعيد عصر أمجاده كفريق كان الممول الأول للمنتخب الوطني في عصره الذهبي·· ورغم كل ذلك قال الأهلي: لا··! وكلمة الأهلي كانت مستحقة·· فقد عرف كيف يفوز في الوقت الصعب حيث زمن المباراة وفي الوقت الصعب حيث زمن المسابقة! هل تعرفون كيف فاز الأهلي فاز الأهلي ''بالدكة''·· والدكة تعني المخزون الإستراتيجي·· وهذا المخزون عند الأهلي ذائع الصيت ولا أحد يباريه هذا الموسم في هذه الخاصية·· وهي خاصية شديدة العلاقة بإحراز البطولات! في الشوط الثاني ظهرت ''الدكة'' عندما أشرك المدرب ''الداهية'' هاشيك اللاعبيْن حسن علي إبراهيم والموهوب أحمد خليل فصنعا الفارق·· وفي المقابل دفع الشارقة ثمن إصابة نجم الفريق موسى حطب ولم يجد البديل الذي يستطيع تعويضه·· وفي الحقيقة فهناك فارق هائل بين دكة الأهلي الزاخرة والعامرة وبين دكة الشارقة المتواضعة·· فكان النصر للأهلي في نهاية المطاف عندما جاء وقت التغيير، وعندما جاء وقت النفس الطويل، وتعددت مصادر الخطورة والقدرة الفائقة على انتهاز الفرص وكان ما كان· ولكن·· ! ولكن هذه أتوقف عندها كثيراً·· وأتذكر الآن كلمات أدلى بها أمس الأول خليفة سعيد سليمان رئيس مجلس إدارة الأهلي عندما قال إن البطولة لازالت في الملعب·· وإن الأهلي إذا كان قد تجاوز الصعب·· فأمامه الأصعب! هذه الكلمات أصابت عين الحقيقة·· فالبطولة بالفعل- ورغم قفزة الأهلي إلى الصدارة- لازالت في الملعب·· فكُرة القدم ليس لها أمان، خاصة في هذا التوقيت الصعب من عمر المسابقة التي لاتزال فيها ثلاث جولات لا أحد يستطع التكهن بما سوف تسفر عنه· وإذا ذهبنا ناحية الشباب فنقول على الفور إنه اختار مصيره·· فقد داهمته حالة من التعادلات في الآونة الأخيرة·· ولا أحد يعلم جدوى هذه التعادلات حقيقة·· وهل إذا كانت من النوع الحميد أو النوع الخبيث·· فربما تكون مفيدة وربما لا تكون كذلك·· لكن الواقع يقول إن هذه التعادلات انتقصت من وضع الصدارة الشبابية، وربما تكون قد ضاعت -إذا كان الجزيرة قد فاز على الوحدة أمس-! عموماً أعود للتأكيد على مقولة رئيس مجلس إدارة الأهلي إن البطولة لازالت في الملعب·· وهذه المقولة تحديداً تذهب صوب الأهلي أكثر من غيره، لأن كل الترشيحات في صالحه·· وهذه في حد ذاتها سلاح ذو حدين·· وعليه أن يصم أذنيه عن كلمات الإشادة والمديح وأن يغلق الباب على نفسه·· ويعلم جيداً أن ثمن البطولة لازال غالياً·· وأنه لاتزال لديه موقعة حامية الوطيس في استاد آل مكتوم مع نده التاريخي النصراوي· آخر الكلام نعم استقال علي حميد·· ليس هذا فحسب·· بل قُبلت استقالته من دبي الرياضية ·· وما يعنيني الآن القول إن ''أبومحمد'' سيظل رمزاً للتعليق الإماراتي مهماً اختلفنا أو اتفقنا، وهذه كلمة حق·