يختتم الأبيض الإماراتي مشواره في تصفيات المونديال الليلة بلقاء منتخب إيران في طهران دون أن تكون لديه أية دوافع، بعد أن وصل إلى المباراة النهائية ورصيده لا يزيد على نقطة واحدة «كسبها من إيران»، اللهم إلا إذا كانت لدى اللاعبين رغبة في تحقيق أول وآخر فوز لهم بالتصفيات الحاسمة. ومثلما كان الحال عقب تصفيات مونديال 2006 عندما رفعنا شعار «أملنا في مونديال 2010» فإننا لا نملك الآن ونحن لا يفصل بيننا وبين نهاية المشوار المونديالي سوى 90 دقيقة إلا أن نردد مقولة «أملنا في مونديال 2014» .. لعل وعسى. وكما وعد محمد خلفان الرميثي رئيس اتحاد الكرة في حواره مع «الاتحاد الرياضي» أمس فإن الساحة الكروية تترقب الإعلان عن اسم المدرب الجديد بعد انتهاء مباراة إيران، حتى نبدأ في إعادة ترتيب الأوراق من جديد، وليكن مونديال الشباب في مصر بمثابة المهمة الأولى للمدرب الجديد، حيث ستتاح له فرصة مراقبة ومتابعة نجوم الأبيض الشاب، وكلنا ثقة بأنه سيجد من بينهم من يستحق أن يدعم مسيرة الأبيض الكبير في المرحلة المقبلة.وفي المقابل فإن منتخب إيران في حاجة إلى معجزة ليكسب المركز الثالث في المجموعة، فالفوز اليوم لا يضمن تحقيق ذلك، حيث سيرتفع الرصيد الإيراني في هذه الحالة إلى عشر نقاط وهو نفس رصيد السعودية التي ستقابل كوريا الجنوبية في سيول ثم تواجه كوريا الشمالية في الرياض بعد أسبوع، ولو كسبت السعودية ثلاث نقاط من المباراتين ستتأهل تلقائياً لنهائيات المونديال للمرة الخامسة، وإذا تعادلت اليوم، فإن معنى ذلك أن إيران ستخسر أيضاً فرصة المنافسة على المركز الثالث، وستودع التصفيات رسمياً! وبمناسبة الحديث عن «عرب المونديال» فإن المنتخب الجزائري استحق الفوز على نظيره المصري، بعد أن ظهر فارق الحماس واللياقة واضحاً في الشوط الثاني الذي سجل خلاله الجزائريون أهدافهم الثلاثة، بينما بدا لاعبو منتخب مصر لا حول لهم ولا قوة باستثناء الدقائق التي أحرز فيها أبوتريكة الهدف الوحيد لمصر. وبقدر ما أنعش الفوز الكبير فرصة منتخب الجزائر في التأهل بقدر ما وضع منتخب مصر في موقف لا يُحسد عليه، وبات كل أمله أن يتعادل منتخبا الجزائر وزامبيا في مباراتهما المقبلة، وشخصياً أرى أن المشكلة ليست في منتخب الجزائر أو منتخب زامبيا، بل في منتخب مصر نفسه الذي لم يقدم أمام زامبيا أو أمام الجزائر ولو 10 في المئة مما قدمه أمام الكاميرون وكوت ديفوار في نهائيات أفريقيا «غانا 2008». وكالعادة سيواجه لاعبو مصر وجهازهم الفني بقيادة حسن شحاتة انتقادات لاذعة من شأنها أن تضاعف هموم الفريق، لا سيما أن أمامه مهمة شبه مستحيلة بعد أيام معدودة أمام إيطاليا بطل العالم 2006 والبرازيل بطل العالم 2002 في بطولة القارات، وهي نفس البطولة التي أطاحت برأس الجهاز الفني بقيادة محمود الجوهري قبل 10 سنوات في المكسيك!