تستعد دائرة التخطيط والاقتصاد في أبوظبي خلال الشهرين المقبلين لإعلان نتائح المسح الميداني للإنفاق الأسرى الذي انتهت منه مؤخراً، وهو أول تحرك جاد للوقوف بصورة عملية على موضوع في غاية الأهمية يتعلق بغرس قواعد إنفاق واع ومسؤول في زمن الاستهلاك الجنوني· وقد لخص قرآننا الكريم أهم قاعدة في هذا الأمر، بقوله تعالي في سورة الإسراء: ''ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك، ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسوراً''· واليوم ونحن نتابع الأرقام الفلكية للقروض المصرفية الشخصية وضحاياها، لا نلوم إلا أنفسنا، بعد أن نتج عن توسع البنوك في الإقراض صور ماساوية نسفت استقرار مئات الأسر مواطنين ومقيمين· يوم أمس الأول اتصل شاب مواطن بالزميل عبدالله راشد بن خصيف وبرنامجه الإذاعي الشهير ''الرابعة والناس'' من إذاعة عجمان ليتحدث بألم عن قصته مع بنك اقترض منه لشراء سيارة، وعجز عن السداد ليصبح مهدداً بالسجن· الشاب الذي قال إنه أعاد السيارة للبنك عرض رهن جواز سفره، رغم التوجيهات الواضحة حول رهن أو حجز جوازات السفر· منذ أيام قرأت عن حصول الممثلة البريطانية ايما واتسون على هدية ''سحرية'' من والديها بمناسبة عيد ميلادها الثامن عشر، فقد أهدياها دورة تعليمية خاصة ومكثفة حول ''وعي المليونيرات بالمسؤولية''، وقد جاء هذا الإهداء بعد أن وصلت الممثلة الصغيرة إلى السن التي تتيح لها التصرف بثروة جمعتها على مدار ثمانية أعوام من مشاركتها في السلسلة الشهيرة لأفلام ''هاري بوتر''· وتقدر تلك الثروة بنحو 20 مليون دولار مودعة في بنك ''كوتس'' الذي تضع فيه الملكة اليزابيث الثانية ملكة بريطانيا أموالها· وقالت صحف ''التابلويد'' اللندنية إن أجر واتسون عن الجزء الأخير من هذه السلسلة بلغ 5,5 مليون جنية إسترليني· ومما يذكر أن أجزاء روايات ''هاري بوتر'' نقلت مؤلفتها جي كي رولينج من قوائم الإعانة الاجتماعية إلى قائمة أغنى أغنياء بريطانيا بثروة اقتربت من مليار دولار، متجاوزة ثراء الملكة البريطانية نفسها· ومع هذا لم نسمع شططاً في حياة المطلقة الأربعينية الشقراء، ولو لم نسمع بواقعة ضبط توني بلير من دون تذكرة في قطار لندني، لاعتقدنا أن رئيس وزراء بريطانيا العظمى السابق يتنقل بطائرة خاصة، وهو الذي يقبض 350 ألف دولار عن كل محاضرة لا تتعدى 60 دقيقة، كما تسلم خمسة ملايين جنيه إسترليني عن كتابة مذكراته· وقديماً قال أجدادنا ''على قد لحافك مد ريولك''·