كلما تعلق الحديث بالانتخابات برز على السطح سؤال حيوي يبحث في إشكالية ''الحياد·· وعدم الحياد'' لا سيما في التعامل الإعلامي مع المرشحين· وطالما أننا بصدد أول انتخابات شاملة لاتحاد الكرة فإن السؤال يتجدد وذلك على خلفية ما صرح به الكابتن يحيى عبدالكريم يوم تقديم أوراق ترشحه - في آخر لحظة - لرئاسة اتحاد الكرة حيث طالب بضرورة ان يلتزم الإعلام الرياضي الحياد، وألا يرجح كفة مرشح على حساب مرشح آخر، وذلك قبل ان يطلق تصريحاً جديداً يعرض من خلاله استعداده التام لإجراء مناظرة تليفزيونية مع منافسه محمد خلفان الرميثي، وذلك على الطريقة الأميركية· وقناعتي ان الأمر في بعض الأحيان يجب أن يتجاوز حدود ''الحياد السلبي'' لأنه موقف يضر أكثر مما ينفع، فكيف يلتزم الإعلام السلبية والاكتفاء بمتابعة المشهد الانتخابي دون ان يقوم بدوره في توعية الناخبين وتوجيههم لاختيار الأفضل والأنسب، طالما ان ذلك يصب في مصلحة الكرة الإماراتية· أذكر ان مجلة ''الأهرام الرياضي'' التي يرأس تحريرها الزميل إبراهيم حجازي خرجت عن قاعدة الحياد لدى تناولها انتخابات النادي الأهلي المصري وخرجت بمانشيت ساخن صباح يوم الانتخابات التي كان يتنافس فيها صالح سليم مع الدكتور حسن مصطفى على رئاسة النادي الأهلي لدورة جديدة بمانشيت ساخن يقول ''يسقط صالح سليم''، وأعتقد الكثيرون ان المجلة تهاجم صالح سليم أشهر رئيس في تاريخ الأهلي وتطالب بعدم انتخابه ولكن المقال في حقيقته كان أفضل دعاية لصالح سليم، حيث ارتكز على ان اعداء النجاح والانجازات هم الذين يرفعون شعار ''يسقط صالح سليم''· وشخصياً أؤيد نهج ''الانحياز الايجابي'' وليس ''الحياد الايجابي'' دعماً ومؤازرة لمن يستحق، لأن التنوير هو أحد أهم أهداف الإعلام وبدون ذلك ليس أمامه إلا أن يكتفي بدور المتفرج أو بمعنى آخر يتحول إلى ''شاهد ما شافش حاجة''· وانطلاقاً من تلك القاعدة فإنني لا أجد حرجاً في تأكيد ان الأخ محمد خلفان الرميثي يملك كل مقومات قيادة اتحاد الكرة لتحقيق مزيد من الطموحات والنجاحات·· وتجربته في قيادة الاتحاد حالياً تؤكد أنه لو حالفه التوفيق وفاز في الانتخابات فإنه سيكون الرجل المناسب في المكان المناسب، مع كل التقدير والاحترام للكابتن يحيى عبدالكريم أحد أكفأ الإداريين الرياضيين في السنوات الأخيرة والذي أثرى العملية الانتخابية عندما حسم أمره ورشح نفسه لرئاسة الاتحاد حتى لو تم ذلك قبل دقائق من إغلاق باب الترشح وعن طريق نادي الحمرية· الاجتماع المرتقب الذي يُعقد اليوم برئاسة سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان ويحضره مسؤولو المجالس الرياضية الثلاثة بكل من أبوظبي ودبي والشارقة من شأنه ان يضع العديد من النقاط فوق الحروف ويزيل أي لبس ظهر على الساحة في الآونة الأخيرة مع تأكيد التقدير الكامل لدور مجلس الشارقة الرياضي في إثراء ودعم الحركة الرياضية بالدولة وبالتأكيد فإن حالة الانسجام والتفاهم بين المجالس الثلاثة يمكن جداً ان تنعكس على الأجواء الانتخابية في المرحلة المقبلة· فوز الوحدة ''آسيوياً'' أنعش معنوياته قبل التحول للمهمة ''الأصعب'' محلياً، وخسارة الوصل وضعت نقطة في آخر السطر لأمل الوصل في انقاذ موسمه ببطولة عكس ما كان عليه الحال في الموسم الماضي· وسبحان مغير الأحوال· عزيزي القارئ·· أستميحك عذراً في توقف زاوية ''صباح الخير يا إمارات'' للقيام بإجازة قصيرة·