الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نرجس نور الدين: الكلمة والبلاغة والشعر تجد مكاناً في أعمالي

نرجس نور الدين: الكلمة والبلاغة والشعر تجد مكاناً في أعمالي
24 ابريل 2008 02:26
مع التطور الذي شهدته حركة الفن التشكيلي الإماراتي في السبعينات والثمانينات من القرن المنصرم، أخذت تتطور معها حركة فن الخط العربي، فشهدت الساحة تجارب مهمة في هذا الفن، ومع التسعينات ومطلع الألفية الجديدة نهضت حركة مجموعة من الخطاطات أبدعن في هذا المجال، ومن بينهن الخطاطة نرجس نور الدين، التي تلقت تدريباتها في خط الجلي الديواني على يد الأستاذ خالد الساعي، وفي خط الثلث على يد الأستاذ الشيخ حسن جلبي في اسطنبول، وفي خط النستعليق على يد الأستاذ عباس أخوين في طهران، ولها مشاركات كثيرة في معارض محلية ودولية، وحازت في عام 2004 جائزة في خط الجلي الديواني في مسابقة تركيا الدولية للخط العربي (باسم الخطاط مير عماد الملك الحسني) أرسيكا اسطنبول الدورة السادسة، وهنا حوار معها حول تجربتها: ؟ متى بدأت تجربتك، وكيف بدأت؟ ؟؟ وجدت نفسي منذ أيام الدراسة الأولى أحب الخط، فكنت أقلد أي خط جميل وأي كتابة جميلة أراها، وكانت احتفالات المدرسة لا تخلو من أعمالي الفنية من رسوم وخطوط· وكانت عندي الإرادة والتصميم لإنجاز أعمال مميزة، لا تخلو من التحدي وتنال إعجاب الأساتذة والطلاب· ولما كبرت كبر حب الخط وحب تعلمه معي، وقد لاقيت تشجيعا من والدي الذي كان دائما يطلب مني كتابة نصوص يختارها لي، ويعطيني الملاحظات ويشجعني على إتقان العمل· ؟ هل درست هذا الفن أم تعملين بناء على موهبة فقط؟ ؟؟ بالطبع الدراسة صقلت الموهبة، والموهبة ساعدتني كثيرا في الدراسة، كلاهما مهم للغاية· انتسبت بداية لمعهد الخط، ثم لبيوت الخطاطين في الشارقة، حيث التقيت بالخطاط خالد الساعي، الذي أعطاني بكل سخاء وعلمني الكثير من مبادئ وأسرار وتقنيات الخط، وسر تعلم الخط هو الأستاذ· أتقنت على يده خط الجلي الديواني حتى نلت جائزة دولية من ارسيكا في اسطنبول سنة ·2004 بعدها توجهت إلى اسطنبول سنة 2006 لدراسة خط الثلث لدى الخطاط الشيخ حسن جلبي، ثم إلى طهران سنة 2007 لدراسة خط النستعليق (الفارسي) لدى الخطاط الكبير عباس أخوين· ؟ أي مدرسة أو اتجاه تتبعين في أعمالك؟ ؟؟ المدرسة الكلاسيكية حتى الآن، حيث قدمت في كل المعارض التي شاركت فيها منذ خمس سنوات أعمالاً وتشكيلات كلاسيكية· ورغم أن الإبداع في هذا الاتجاه لا ينضب، وسأستمر في هذا الاتجاه، إلا أنني أحاول أيضاً أن أقدم أعمالاً جديدة في الاتجاه الحديث· هناك تجارب جميلة جداً في الاتجاهات الحديثة لفن الخط، وهناك اهتمام عالمي كبير وتشجيع بالغ لهذه الاتجاهات، وهناك تيار فني يسمى الحروفية، حيث يقدم الفنان عمله الفني باستخدام الحروف· لاحظت في عدة معارض أقيمت في دبي، آخرها أقامه المتحف البريطاني، أن الكثير من الفنانين غير الخطاطين يتعاملون مع الحرف ويقدمون تشكيلات من الحروف ليست دائما متقنة· أرى أن على الخطاط المتقن أن يقدم شيئاً في هذا المجال، ولا يتركه للدخلاء على الخط والكتابة وأصولهما، حيث يتعرض الحرف من غير قصد للتشويه والإساءة· طبعا هناك خطاطون رواد أبدعوا في الاتجاهات الحروفية الحديثة، منهم نجا المهداوي وخالد الساعي وتاج السر حسن· أحب تجربة كل منهم، وأحاول أن أبتكر أسلوبي الخاص بعيدا عن التقليد، كما لكل واحد من هؤلاء الرواد أسلوبه الخاص والمميز· ؟ وأي نوع من الخطوط تفضلين أن ترسمي؟ ؟؟ لا يوجد رسم للخط الكلاسيكي، بل هي كتابة بالقصبة والحبر التقليدي، أحب كتابة الخط الجلي الديواني، ومعظم أعمالي بهذا الخط· من بعده أحب الخط المغربي، وهو خط له قواعد وأصول وجماليات عالية، ولكنه غير منتشر كباقي الخطوط، ثم النستعليق (الفارسي)· وهذا طبعاً لا ينقص من حبي واهتمامي بالخطوط الأخرى وعلى رأسها الثلث، سيد الخطوط· ؟ أي العبارات تستخدمين في لوحاتك؟ ؟؟ نحن أمة الكلمة والبلاغة والشعر، وأبلغ العبارات هي النصوص القرآنية، ثم الأحاديث الشريفة، ثم الحكم والأشعار، وكلها تجد مكانا لها في أعمالي، فلكل مقام مقال، ولكل مقام لوحة· أحرص كثيرا على اختيار العبارة، لأن الهدف ليس فقط إنجار عمل فني على مستوى الخط، بل أيضا هناك رسالة خلف العمل، والمضمون الذي أريد إيصاله· على سبيل المثال لوحة قدمتها في معرض دبي سنة 2007 وكان نصها جزء من آية شريفة يقول (ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى)· لا تخفى رسالة هذه اللوحة، وهي إبراز المودة التي ذكرها القرآن لدى النصارى، في مقابل العداوة لدى اليهود، وما أحوجنا في هذه الأيام لفهم هذه المعادلة وترسيخها في عقولنا، ورعاية هذه المودة والحفاظ عليها· كانت هذه من أجمل اللوحات التي قدمتها ومن أعزها على قلبي· هناك أيضا الكثير من الكلام الجميل من حكم وشعر له علينا حق الإبداع في إخراجه، ليتكامل جمال الشكل مع المضمون، ويقدم للناس أجمل اللوحات بصريا ومن حيث المعنى· ؟ كيف ترين حضور الفتاة في هذا المشهد؟ وما حجم حضورها وتأثيرها؟ ؟؟ الفتاة لا يقل إبداعها عن الرجل، لا بل قد يزيد· ولكن فرص النجاح الناتجة عن تعقيدات المجتمع وعاداته قد تحجب المواهب وتطفئها· كما أن طبيعة دور المرأة العائلي كزوجة وأم تحد من دورها الاجتماعي العام· وبشكل عام، حضور الفتاة اليوم أفضل بكثير من السابق، والرعاية المميزة التي تحظى بها من الجهات الرسمية تسهم بشكل فعال في تذليل العقبات العائلية والاجتماعية· فهناك اليوم الكثير من الفتيات والنساء اللواتي أثبتن حضورهن في الوسط الفني كما في كل المجالات الأخرى، ونأمل أن تحظى المواهب التي ما زالت محجوبة خلف حواجز تفوق الرجل وفرض رأيه وسيطرته، بفرصة التفهم والرعاية التي لا بد أن تبدأ من العائلة أولا، قبل رعاية الجهات الرسمية· ؟ وما مشاريعك وطموحاتك للمستقبل؟ ؟؟ أولا، أشعر أن أمامي الكثير على مستوى الدراسة، وكلما تعلمت حرفا تبين لي كم ينقصني غيره، هذا مشروعي الأول وقد حظيت بفرصة الزواج من رجل يقدر الخط ويساعدني ويدفعني ما أمكن للتركيز في هذا المجال· فهو أيضا خطاط إلى جانب مهنته كمهندس· عندما تزوجنا، وجد أن وظيفتي في أحد المصارف تستنزف وقتي ولا تبقي لي الكثير للاهتمام بالخط، فشجعني على اختيار الخط، وهكذا استقلت من الوظيفة، وقصدت اسطنبول وطهران للدراسة، وأصبح لي وقت أكثر أعطيه للخط، وقد بدا ذلك واضحا من مستوى اللوحات التي قدمتها في هذه الفترة· إذا فزوجي هو شريكي في خطة العمل، وسيبدو أثره في الخطوات اللاحقة· كما لاحظنا أن نماذج الخط وتصاميم الشعارات التي تملأ السوق الإعلانية اليوم معظمها من نوعية مؤسفة، لذلك فنحن نحضر لمشروع في هذا الاتجاه، لابد للخطاط أن يبادر بدل أن يتفرج وينتقد· فالسوق لن يأتي إليك، عليك أنت أن تذهب إليه· وغير ذلك أفكار كثيرة، تحتاج إلى الكثير من التخطيط والإنضاج، ليس آخرها مبادرة زوجي في معرض دبي الأخير للخط العربي بتقديم محاضرة والمشاركة بجناح خاص تحت عنوان: ''آفاق جديدة للخط العربي في العمارة وتخطيط المدن''، حيث اقترح مجالات جديدة يقدم فيها فن الخط العربي أعتقد أنها تستحق مقابلة خاصة· وفي هذا المجال بدأت فعلا عروض العمل والفرص تأتي إلينا، زوجي يهندس وأنا أخط، وبعد وقت قليل نتوقع أن تظهر أعمالنا الخطية في مجالات غير مسبوقة، على خريطة دبي مثلا، وواجهات المباني، وتصميم الحدائق وغيرها· وأخيرا فنحن نعتبر أن الخط العربي من أهم معالم هويتنا، وسنسعى لتقديمه في كل مجال لإضفاء بصمة ومغزى وبعد ثقافي له هوية·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©