قبل أن يظهر مشروع مترو دبي إلى الوجود ثارت ضجة واسعة حوله منذ أن أعلنت هيئة الطرق والمواصلات بدبي عن خطتها لتسويق محطات مترو، وقد أثارت الكثير من اللغط والجدل خاصة مع الكشف عن توجهات لتسمية هذه المحطات بأسماء الشركات التي ستشتري حقوق استغلالها· وقد بدا هذا الأمر غير مسبوق، خاصة لأولئك الذين زاروا الكثير من مدن العالم، واستخدموا شبكات مترو الأنفاق والقطارات فيها· شخصياً استخدمت'' الأندر جراوند'' في لندن، كذلك مترو باريس، ولم ألاحظ أن أياً منها يحمل أسماء شركات تجارية وإنما مواقع ومعالم تاريخية تعبر عن تاريخ وحضارة هذه البلدان، بل وصل الأمر ببريطانيا إلى حد إطلاق اسم ''واترلو'' على المحطة التي ينطلق منها قطار ''يورستار'' باتجاه باريس، على الرغم من الحساسية والاحتجاجات الفرنسية على هذه التسمية· نعود إلى أول مشروع قطار في الدولة، فقد اتصلت بالهيئة مستوضحاً، فهي ترى أن بعضاً ممن أثاروا الموضوع تعاملوا معه على طريقة ''ولا تقربوا الصلاة''، وعادت لتؤكد تصريحات السيد عبدالمحسن إبراهيم المدير التنفيذي لقطاع الاستراتيجية والحوكمة المؤسسية في الهيئة بأنها بصدد بيع حقوق التسمية لثلاث وعشرين من أصل47 محطة، و8 محطات ستمنح التسمية فيها لمن أطلقت عليهم الهيئة'' شركاء استراتيجيين''· وكشف الرجل في تصريحاته عن معايير مشددة وضعتها الهيئة للشركات التي ستتقدم للمشروع، وفي المقدمة أن تكون شركات ذات علامة تجارية كبيرة، وذات سمعة نظيفة· والهيئة ترى أن قطاعاً في منطقة به أكثر من محطة يمكن أن تسمى إحداها باسم تلك المنطقة بينما يمكن بيع الباقي· وتلك رؤية الهيئة ذات الحلول والمشروعات المبتكرة، ولكن موضوع التسمية ليسمحوا لنا '' فيه قولان''، ومهما كانت العوائد المادية منها، فلا تعد شيئاً مقابل تكريس أسماء محلية من واقع تراث وتاريخ دبي الثري خصوصاً والإمارات إجمالاً· وحتى عقد التسمية المحدد بعشر سنوات إذا ما انقضى سيظل الجمهور يردد الاسم الأول، واتذكر سؤال احد الأصدقاء حول محطة ''عايشة'' في منطقة السبخة بديرة، واعتقاده بأنها ربما سميت باسم أم المؤمنين رضى الله عنها، من دون أن يدري بأنه مستمد من مقهى قديم في ذلك المكان· ومن هنا فالأمر يتطلب إعادة نظر من الهيئة لتكريس زمن ''الوصل'' في الوصل''·