اتصل أحد القراء منزعجا من المقال الذي تناولنا فيه أحوال العاطلين عن العمل في دولة الامارات، وسبب انزعاجه أن الحديث كان يخص بالذكر العاطلين من خريجي جامعة الامارات تحديدا، يقول القارئ المتصل "وكأننا نحن الخريجين من غير جامعة الامارات نحصل على الوظائف بسهولة، أو أنه لا يهم إن توظفنا أو لم نتوظف فالمهم خريجي جامعة الامارات! ولقد حاولت تهدئة الشاب لكنه بدا متهكما حين سألني في نهاية المكالمة: هل يعود انحيازك لخريجي جامعة الامارت بسبب كونك خريجة هذه الجامعة ؟ ولم أجبه لكنني استطعت أن أقنعه بأن المسألة خارج اطار المزايدات والانحيازات تماما!! فأولاً أنا وجيلي من جريجي وخريجات جامعة الامارات ندين بالاعتزاز والفضل لهذا الصرح العلمي العظيم، كما ندين له بالانحياز لكونه انجازا علميا ثقافيا كبيرا في دولة الامارات وفي مجتمع الامارات تحديدا، هذا الانجاز الذي غير الكثير في حياة المجتمع وحياة الناس، هذا الانجاز الذي قاد مرحلة التغيير نهاية سنوات السبعينيات بقوافل ممتلئة بالحماس والاندفاع نحو التنوير والحداثة والتنمية، هذا الانجاز الذي يقف على رأسه المغفور له بإذنه تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي أمر بتأسيس الجامعة وأصدر مرسوما أميريا بتسميتها جامعة الامارات التي حاول البعض تغيير اسمها فأصابنا الكثير من الغضب لكن المشروع لم ينجح ولله الحمد! أما ثانيا فإننا لا ننحاز في مسألة الحقوق الا لصاحب الحق، والعمل حق لكل مواطن اماراتي رجلا كان أو امرأة، خريج جامعة أو خريج ثانوية، يحمل شهادة من هارفارد أو من جامعة الامارات أو أية جامعة اخرى، فطالما توافرت لديه المؤهلات والامكانيات واشتراطات الوظيفة المعروضة فهو أحق بها شأنه شأن أي مواطن في أي بلد من بلاد الدنيا تحرص على توظيف مواطنيها والقضاء على نسب البطالة فيها حرصا على سلامة المجتمع من تداعيات البطالة وآثارها المدمرة!! اما ما جاء في المقال من ذكر لجامعة الامارت فلأن رسائل عدة وصلتني من خريجين يبحثون عن عمل منذ أكثر من عام وللمصادفة فقد كان أغلبهم من خريجي جامعة الامارات، مع يقيني بأن هناك حملة شهادات عليا من اميركا واوربا في عداد الباحثين عن عمل أيضا لكن كثيرا من هؤلاء يفضل البقاء باحثا عن عمل على أن يذهب للصحافة أو للاعلام لأسباب تخصه ونحترمها بالتأكيد فكل يتعامل مع مشاكله بطريقته الخاصة، وكوننا لا نكتب عنهم لا يعني أننا لا نعترف بهم أو بحقهم في أن يجدوا من يرفع الصوت عاليا حول معاناتهم!! لا زلت أتذكر قصة الشاب الذي تخرج من جامعة جورج واشنطن في الولايات المتحدة وجاء حاملا شهادة الماجستير في الهندسة المدنية، ومع الحاجة الشديدة للمجتمع لهذا التخصص وهو يشهد نهاية التسعينيات انطلاقته العقارية والتنموية العملاقة، الا انه لم يحصل على الوظيفة المناسبة بالسرعة التي توقعها وقد كان رد بعض المؤسسات ذات الاختصاص أن المؤهلات عالية جدا على امكانيات المؤسسة المادية، وكأنهم كانوا سيدفعون له 100 ألف درهم راتبا شهريا.. في النهاية عمل في شركة بترول!! ayya-222@hotmail.com