في مساحة البراءة يفعلون كل شيء، يلعبون بالشمعة وبأصابع البيانو، يحدقون في وجهك ويبتسمون ويضحكون، يسألونك عن الوحشة في روحك وعن الجملة التي نطقت بها، يسألونك عن المعنى.. معنى الأشياء، معنى الكلمات والأفعال. في مساحة البراءة يركضون، يمشون، يقذفون الكرة بعيدا، يكسرون قطع الأثاث، يقتحمون الثلاجة، وبلا هدف يقفزون على السرير ويقفزون إلى صدرك، بلا هدف ينتزعون الغبن والحزن من روحك.. بلا هدف يطببون اللحظة واليوم بعبثهم البريء، ولا تمتلك سوى أن تنسى في حضرتهم كل ما يحزن قلبك وروحك. لهم لغتهم ولهم حياة أكبر من حدود نظرتنا المكسورة.. لا أخطاء لديهم وبملامح الطفولة يتحطم كل انكسار اتى الينا، حين يقرر الصغار ان يتعلموا العزف على آلة موسيقية.. وجه الطفولة وهج الحياة وحقيقتها، وجه الطفولة التذكير الدائم كي نكون أجمل، كي نحدق في جهلنا والشرك الذي سقطنا فيه.. في الحياة وهي تسير بنا نحو العمر الممتد. وجه الطفولة هو اللغة التي لن يفهمها العالم، برغم تبجحه بأنه يرعى ويهتم ويحرص على الحفاظ على حرية الطفولة.. وجه الطفولة يقول لنا ان نتعلم بأن لا نكبر، حيث كلما كبرنا تشوهنا، كلما تفتحت اجسادنا غرق الإنسان فينا في التيه.. تيه الصراع بأشكاله المتعددة ومخالبه الكثيرة التي دائما ما ترتد علينا.. أن نتعلم من ضحك الأطفال وبراءتهم، ان نفهم محبتهم لنا وفي الآن نفسه استخفافهم بتفكيرنا ومحاذيرنا.. أن يكون حبنا صافيا ونقيا كقلوبهم كأرواحهم، كعيونهم ونظرتها التي تحدق في الأشياء بحب وبملامح وجه منشرح. يمكن لتمرين «سافازانا» في كل يوم، وهو احد تمارين «اليوجا» أن يعيدك إلى روحك، حيث في هذا التمرين تتمثل وضع الجثمان من خلال التمدد على الأرض حتى تفقد كل السيطرة على عضلات جسدك، ثم تتأمل في الجسد الفاني والمال والجاه والسلطة الفانية وكل شيء اكتسبته داخل فوضى الرحيل عن الطفولة، وبعد ذلك، وانت في الوضع نفسه تنفصل تماما عن الجسد وتنقطع عن التفكير في اي شيء، حينها سوف تدرك معنى البهاء المنثور في حياتك. وتدرك وجه الطفولة، وجهك الذي عليك ان لا تخسره في درب الوهم الكبير. فدمعة من وجه الطفولة، تعيد توازن روحك، لتتناغم وحركة المجرة الشمسية كلها.. وتبتسم لك صورة الطفل.. رائد الفضاء الصغير وهي في لوحة ضخمة. saad.alhabshi@admedia.ae