الإعلام صوت الأوطان ومرآتها ومنارتها وشجرتها الوارفة، فإن خفت الصوت وغشت المرآة وانهارت المنارة وذوت الشجرة، ذهبت الأوطان إلى مزالق وابتليت بصواعق وأصيبت بالمآزق.. وتأتي دعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في وقتها وفي زمن الإعلام الذي أصبح السلاح الوحيد الفريد الجديد في عالم اليوم، الإعلام قوة الصوت والموقف وصبوة الخيول الجامحة، الإعلام دورة الدم التي تجري في العروق، إن صفت صفا الجسد ونما نمواً طبيعياً، وإن تكدرت هزل الجسد وتهالك وهوى صريع الأمراض والعلل. وواجب الإعلامي الشريف أن يكون مع وطنه في سرائه وضرائه وأن يكون صوته المجلجل في الآفاق لردع الشائبة ومنع الخائبة من النواعق والصواعق التي لا تريد لأوطاننا غير الخراب والدمار.. من حق الإعلامي أن ينتقد وأن يقدم الملاحظات وأن يكون عيناً مبصرة تتابع الخلل أينما حل، ومن واجبه أيضاً أن يكون سداً منيعاً لدرء الأخطار عن وطنه، وأن يكون قلماً بحبر ناصع يضيء الطريق ويحترق من أجل بياض الوطن. اليوم، تنتشر وسائل الإعلام من أقصى الأرض إلى أقصى الفضاء، والغرضية والفرضية المغرضة تنتشر وباء متفشياً، وواجب الإعلامي المخلص أن يكون الحلم الجميل الذي يطرد الكوابيس، والأمل في صناعة غد الوطن.. واجب الإعلامي أن يكون مصداً وسنداً لمواجهة التحديات المداهمة، وأن يواجه الافتراءات بثقة الانتماء إلى وطن يحلم دوماً بغد مشرق وتبوؤ مراتب التاريخ العالية. واجب الإعلامي أن يضع مصالح الوطن والأمة فوق كل اعتبار وأمام كل خيار، ولا خيار لنا أمام التطورات العالمية إلا أن نكون في صف واحد من أجل الحلم الواحد. واجب الإعلامي الخروج من شرنقة المتلقي وخوض المعركة الإعلامية بجهد الفحص والتمحيص وتشخيص الحالة الراهنة بدراية وعناية وحماية، بلا غواية أو الخضوع لإشاعات أو افتراءات أو هراءات. واجب الإعلامي أن يكون عقلاً يحاور الآخر بمنطق الأشياء الواقعية ويجاور الحقيقة أينما حلت وارتحلت، وألا تأخذه لومة لائم في فضح الأكاذيب والأغراض ذات النفعية والأنانية. واجب الإعلامي أن يواجه التشويه والتشويش والتهويش بالمعلومة الصارمة و أن يقارع الآخر نداً لند دون انتقاص أو نقصان أو خذلان. ولدينا من وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية ما تملك قوة التصدي وحجة المواجهة وبرهان الحق وبيان الاستحقاق، لدينا ما نقوله إن أردنا أن نقول ما يفيد.