في إطار الحرص على مواصلة المشوار حتى النهاية لابد من أن يحاسب الجزيرة نفسه على أسباب تأخره بهدف وعدم تمكنه من التسجيل لمدة 60 دقيقة كاملة قبل أن يسترد وعيه ويثور ثورة عارمة كان قوامها أربعة أهداف كاملة، وكأنه ينتقم من نادي الشباب الذي أراد إبعاده وإهداء الدرع للأهلي قبل النهاية الشرعية للمسابقة بعشرة أيام! وحقيقة الأمر أن الجزيرة عاش 60 دقيقة من العذاب تلاعبت بأعصابه وأعصاب جماهيره من ناحية، وتخدرت فيها أعصاب الأهلاوية بمخدر لذيذ، حيث شعروا بحلاوة الدرع إن لم يكونوا قد لامسوه بالفعل لما كان فريقهم متقدماً بهدفين ساعة أن كان الجزيرة متأخراً بهدف السبق للشباب الذي كان متحفزاً في البداية ولم يكن كذلك في النهاية. وهكذا تتقرر إحالة أوراق الدرع إلى الجولة الأخيرة من المسابقة التي تقام يوم الأحد القادم بعد أن فاز الغريمان، الأهلي على الظفرة بالثلاثة، والجزيرة على الشباب بالأربعة، وظل فارق النقطة اليتيمة على ما هو عليه، وكما هو معلوم فسوف يلعب الأهلي مباراته الأخيرة بملعب الشباب، بينما يذهب الجزيرة إلى مدينة عجمان الذي ضمن فريقها البقاء بدوري الكبار بعد فوزه الأخير على الخليج الهابط بخورفكان. أما على صعيد معركة الفريق الثاني المقرر هبوطه إلى دوري الهواة إلى جانب الخليج، فالمعركة أصبحت أسرية بصورة رسمية بعد أن انحصرت بين الشعب وأبناء العم الشرقاوية، فالفارق ثلاثة ولم يتبق سوى مباراة واحدة يلعبها الشعب أمام العين بالعين ويلعبها الشارقة أمام الظفرة في معقل المنطقة الغربية، ولكل من يريد أن يهّون المسألة على الشرقاوية فهو يخدعهم، لأنها مباراة واحدة كل شيء وارد فيها، ومعلوم أنه إذا تساوى الفريقان فلا مفر من الاحتكام لمباراة فاصلة لفك لغز الهبوط، والفاصلة تقع إذا تمكن الشعب من الفوز على العين بالعين وخسر الشارقة أمام الظفرة بالمنطقة الغربية، أما أي نتيجة أخرى غير فوز الشعب فهي تؤدي إلى هبوطه مباشرة بصرف النظر عن نتيجة الشارقة، فهو من الممكن أن يتعادل ويبقى ويخسر ويبقى أيضا إن لم يفز الشعب، ومن منطلق أن كل شيء في كرة القدم وارد فإن الفريقين في موقف لا يحسدان عليه وفي النهاية لا عزاء لكرة القدم في الإمارة الباسمة! كلمات أخيرة بعد أن نجا فريق عجمان عليه أن يستوعب الدرس وأن يتعلم الواقعية ولا يلبس ثوبا غير ثوبه، وفي هذا المعنى لابد من الإشادة بفريق الظفرة الذي كان ولا يزال واقعيا جدا حتى بعد أن ضمن البقاء بقيادة مدرب مواطن يتسم بالذكاء والتواضع هو الكابتن عيد باروت... من محاسن استجلاب نجوم كبار من طراز التشيلي فالديفيا أن مهاجما صاعدا موهوبا مثل العيناوي عمر عبدالرحمن بدأ في التأثر به في لمحاته الكروية الجميلة وحتى طريقة احتفاله بتسجيل الأهداف. مجيئ النجم المصري الكبير محمد أبو تريكة من الأهلي القاهري إلى أهلي دبي بين النفي والإثبات، عموما كم سيكون رائعا إذا جاءنا أبوتريكة، القدوة في الفن والأخلاق.