كل شي في الدنيا يتطور ويتبدل من حال الى حال، حتى مهنة «الليلام» تطورت وتغيرت أساليب عرض البيع فيها، فالله يرحم أيام زمان حينما كان الليلام يدور بين البيوت وينادي بأعلى صوته ليلام ليلام .. وأذكر أن بعض النساء كنَّ ينتظرنه ويتهافتن على السلع والبضائع التي يجلبها من الشرق والغرب، التي يضعها في صرته «البكشة»، ويحملها على كتفه، ووقتها عندما كنا نريد أن نضحك ننادي بأعلى أصواتنا على البائع ونقول له «بلدية» ونقصد في ذلك إيحاء البائع أن سيارة مفتش البلدية تبحث عنه.. فيقوم برمي صرته على الأرض، ويطير من الخوف ليختبئ عن الأنظار لأنه يعرف أنه مخالف.. والآن في أيامنا هذه ومع وجود التغيرات التي طرأت على العديد من مناحي الحياة، نجد الليلام تغير مع ذلك التغيير، فبدلا أن يكون رجلا صارت إمرأة آسيوية «بائعة متجولة»، وعادة ما تكون حسناء لتجذب الزبائن، وكان مقصد «ليلام زمان» البيوت والحارات إما الآن المقاهي والحدائق العامة التي يكثر فيها الشباب، حتى البضاعة تغيرت، حيث كانت في السابق عدداً من الأقمشة المختلفة، ولعب الأطفال البسيطة، أما الآن فهي أجهزة إلكترونية وموبايلات وأشياء غريبة صينية المنشأ، وأفلام مقلدة وساعات مقلدة وغيرها من الأمور الملفتة وتجد ليلام 2009 يلف على المقاهي لعرض بضاعته بأسلوب خفي خوفاً من الوقوع في قبضة الجهات المسؤولة. حتى البكشة الكبيرة التي كان يحملها على كتفه تغيرت، وصارت عبارة عن شنطة أنيقة تحمل ولا تعرف أنها تحتوي على بضاعة للبيع، والأمر غريب فالبرغم من تشديد الجهات المسئولة على جميع تلك المخالفات التي يمارسها «تجار الشنطة»، إلا أنهم يزيدون ويظهرون للجمهور بشكل يوحي بحاجتهم الملحة للبيع والعمل والكسب حلال على حد قولهم. حمد الكعبي