في السادس والعشرين من الشهر الجاري سوف يحتفل اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بيوبيله الفضي مكملا بذلك خمسة وعشرين عاما من العطاء بفضل اعضائه من المبدعين المواطنين والعرب المقيمين في الدولة ومجالس الإدارات التي تعاقبت عليه؛ ويستمر في تأكيد حضوره الإبداعي في المشهد الثقافي الإماراتي، حيث لا يمكن تجاهل دور الاتحاد في دعم الحركة الكتابية الإبداعية في المكان وتجمع الكتاب تحت لواءه، خاصة في البدايات، إذ شكلوا صوتاً أسهم في إبراز المكان إبداعيا وهم الآن من أعلام المبدعين الإماراتيين. وفي مسيرة الاتحاد التي لا ننسى فيها الإصرار من قبل أعضائه على تكريس مبدأ الديمقراطية في تشكيل مجالس إداراته، أنجز عددا من الإصدارات الإبداعية وأصدر مجلة «شؤون أدبية» التي استطاعت أن تستمر رغم الكثير من المعوقات المادية والفنية، ونظم الكثير من الفعاليات الثقافية. ألا إن جميع إنجازات الاتحاد التي لابد لنا من احترامها، تبقى منجزات خجولة أمام الدور الذي يجب أن يقوم به، والواقع الثقافي للمكان. فبعد خمسة وعشرين عاما اعتقد بات على اتحاد الكتاب دور اكبر للعبه في المرحلة القادمة، خاصة مع اتساع المشهد الثقافي في الدولة، الذي يجب أن يكون للاتحاد مكان مؤثر ومحوري فيه، من خلال إعادة النظر في طبيعة ادارته التطوعية وفي الدعم المادي المقدم للاتحاد من الدولة، حيث من الضروري دعم الاتحاد بمبالغ مالية كبيرة يستطيع بها تنفيذ برامجه بشكل مريح ودعم أعضائه من المبدعين من خلال نشر منجزاتهم الإبداعية وتسويقها بصورة جيدة محليا وعربيا وكذلك العمل على الترجمة الانتقائية والنوعية لها، واستحداث جوائز سنوية تشجيعية في مختلف حقول الأدب، وتطوير مجلة «شؤون أدبية» لتواكب المشهد الإبداعي في الدولة؛ وهنا يمكن اقتراح تحويل المجلة إلى جريدة ثقافية تصدر أسبوعيا، تقدم المشهد الثقافي المحلي وتواكب المتغيرات والتطورات والأحداث الثقافية العربية والعالمية، بشكل احترافي عالي التقنية، وبكوادر مؤهلة قادرة على تقديم المادة الثقافية النوعية. وأن يشارك الاتحاد في كل الفعاليات الثقافية ذات العلاقة بالإبداع الكتابي الأدبي، مشاركة نوعية ومحورية ومؤثرة، وليست مشاركة هامشية كما هو الحالي الآن. وان يكون له دور في تكريس القراءة في المجتمع، وأن يتواجد في الحياة الإماراتية، في المدارس وفي الفرجان والمدن وينظم ورش ودورات في الكتابة الإبداعية ويحتضن ويرعى ويقدم المواهب الجديدة. من جديد لن يتحقق هذا ولن يكون اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، بصورة جديدة بعد ربع قرن على مسيرته بدون الدعمين المادي والمعنوي الحقيقيين من الدولة، والعمل على تحديث آلية دوره والارتقاء به من الهامشية إلى المحور الثقافي المحلي. فهل يشهد العمر الجديد من مسيرة الاتحاد قلقا إبداعيا جديدا وتألقا بحجم مؤسسة مبدعين حقيقية؟ saad.alhabshi@admedia.ae