منذ البدء، والإمارات طائر يغرد في سماء الكون، يرفرف بجناحي الحب والسلام، وينعت للعالم هدى المحبة والوئام، ولم تترك الإمارات شاردة ولا واردة تجد فيها نواة لبناء الإنسان معافى مشافى من أسى العازة والحاجة إلا وكانت حاضرة جاهزة، مستعدة لتقديم العون لكل شظيف معوز· وتأتي جائزة زايد الإنسانية رافداً جديداً ورفداً مؤكداً لكل من يعمل جاهداً من أجل خدمة البشرية، دون تمييز لعرق أو دين أو بقعة جغرافية، لأن بلادنا هي الطريق الحريري لكل من يريد أن يعد نفسه جندياً في ساحة العمل الإنساني، وما يزيد هذه الجائزة بريقاً وتألقاً وأثراً أنها تحمل اسم الرجل الظاهرة التاريخية الفريدة، وتحمل اسم الإنسان الذي حكم فعدل، فنامت عيون الوطن قريرة هانئة، مستقرة آمنة من كل ما يصيب ويخيب، وكم هو العالم بحاجة ماسة الى خلايا إنسانية تعمل بحب وإخلاص وتفان من أجل إسعاد البشرية وخيرها، ومن أجل منفعة الناس أجمعين· وكم هو العالم يعاني اليوم من ويلات ومآسٍ جرّاء الحروب الطاحنة والأمراض والفقر· لذلك فإطلاق جائزة تشجيعية ومن الإمارات بالذات سيكون له الصدى والأثر الطيب في نفوس الجنود المجهولين الذين جندوا أنفسهم في سبيل فعل الخير، ورفع الضيم عن ملايين البشر الذين قهرتهم الظروف المعيشية وأصبحوا يتضرعون الى الله أن يهديهم مَن يقشع عنهم هذه الغمة، ويزيل العتمة، ويمسح دموع الأطفال والأرامل والعاجزين، ويسلط ضوءاً ناصعاً في نفق الحياة المظلم· فكما كان زايد ''رحمه الله'' رجلاً إنسانياً جاء لينعم على البشرية بخيره وحبه، فإن الجائزة تأتي اليوم لتخلد اسماً أشم ضربت أصداؤه عنان السماء، فانشقت لها الغيوم لتهطل مطراً سقى البشر والشجر والحجر· جائزة زايد الإنسانية، جائزة للإنسان وللقيم الرفيعة السامية وللشيم الإنسانية التي سخرت من أجل العطاء والسخاء ونماء الروح الإنسانية بعزة وكرامة، جائزة ترفل بثوب الفخر، بقيمة الإنسان الذي لا يجد نفسه إلا بين رعيل الأفذاذ الذين يسخون بالعمل ويسهبون في الفعل، ويقدمون الخير للقاصي والداني، بلا استثناء أو إقصاء أو انتقاء، رجال وهبوا أنفسهم لعمل لا يرجون منه سوى ابتسامة طفل، وفرحة أرملة وسعادة عاجز· جائزة زايد الإنسانية فكرة نبعت من قلوب صافية، وضمائر نقية، وعقول تهفو إلى تخصيب الحياة بالأمل والأمنيات التي لا تأفل، جائزة من نعيم الأرض الطيبة، إلى كل الأرض الإنسانية، من أقصاها إلى أدناها، ومن شرقها إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها، هي بالحق جدول حياة لإرواء كل من له سؤال في الأحوال، ولكل من لديه حلم يريد أن يزرعه على أرض تصبو الى الحياة· ونحن على هذه الأرض المترعة بكؤوس الحب، لا تشرق شمس ولا تغرب إلا ونسمع ونشاهد هذه المشاريع العملاقة المشرعة باتجاه العالم، وهي اللغة التي سارت على نهجها قيادة هذا البلد، وروّجت للخير من أجل الخير، والخير للجميع، للإنسان الذي كرمه الله وسجدت له الملائكة· جائزة زايد الإنسانية انطلاقة مشرقة لازدهار العالم وتحريره من صهد الشقاء والتعب ولظى الحاجة، انطلاقة لإرواء الجداول الناشفة، ومنحها الحياة التي تستحقها، جائزة زايد الإنسانية حلم إنساني يترعرع على أرض الإمارات وتزهو أعضاؤه باخضرار ونضارة الأيدي التي تعطي ولا تريد جزاءً ولا شكورا، بل تعطي لأنها وهبت نفسها من أجل صياغة عالم لا تقهره الحاجة ولا تعجزه العازة·