حقق إسماعيل مطر نجاحاً باهراً في أول تجربة احترافية له في قطر لدرجة أنهم أطلقوا عليه هناك لقب «إسماعيل قطر». وإسماعيل، على حد علمنا كان متخوفاً، والخوف هنا له دلالات إيجابية فهو خوف الحريص على النجاح، لأن التجربة في حد ذاتها قصيرة ولا تتحمل الفشل.. لعب إسماعيل مباراة السد والأهلي في ربع نهائي كأس أمير قطر.. وبمجرد نزوله وفريقه متخلف بهدفين حتى بدأت رياح التغيير تهب على المباراة فقد صنع إسماعيل هدف فريقه الأول ثم تسبب في ضربة حرة مؤثرة جاء منها هدف التعادل وفي الوقت الضائع من عمر المباراة سجل إسماعيل بنفسه الهدف الثالث لفريقه لكن القدر لم يمهله كثيراً لكي يفرح بهدف الفوز حيث تمكن الأهلي من تسجيل هدف التعادل 3/3 بعد ثوان معدودة.. ليلجأ الفريقان إلى ركلات الترجيح في نهاية الأمر .. ويفتتح إسماعيل الركلات بهدف جميل.. ويتمكن فريقه في النهاية من الفوز والانتقال إلى الدور نصف النهائي من البطولة.. وهكذا يكتب النجاح للخطوة الاحترافية الأولى لإسماعيل.. وهي كفيلة بإعطائه المزيد من الثقة لكي يكمل مشواره مع السد القطري بالنجاح المأمول. والذي يدفعنا إلى وضع تجربة إسماعيل تحت الأضواء ليس فقط لأنه لاعب كبير يستحق هذا الاهتمام الإعلامي بل أيضاً لأن الأمر يخص تجربة إماراتية لم تبدأ بعد وهي تجربة الاحتراف الخارجي بمعناه الواسع . فكل رصيدنا حتى الآن في هذا الجانب التطويري المهم يبدو خجولا للغاية.. الأمر الذي دفع اتحاد الكرة للانشغال بالقضية ومحاولة إيجاد مخارج لها بتحفيز الأندية واللاعبين على حد سواء لممارسة هذا النشاط الذي ثبتت أهميته البالغة في تطور كرة القدم بصفة عامة والتأثير الإيجابي على قوة المنتخبات الوطنية بصفة خاصة.. وإذا كنا نحفز الأندية فلا بأس لكن النجاح الأكبر سوف يتوقف على رغبة اللاعبين أنفسهم وهي حتى الآن للأسف محل شك.. ومثل هذه القضايا لا تحل بين يوم وليلة.. فالأيام كفيلة بها.. ولقد تعلمنا أن كل شيء يبدو تغييره ممكنا، إلا أن ثقافات الشعوب تتطلب وقتا أطول من أجل حدوث التغيير. كلمات أخيرة من أسوأ الأخبار التي من الممكن أن تقرأها خبر التفاوض مع مدرب مازال على رأس عمله ومهمته لم تنته بعد.. أقول ذلك بمناسبة ما تردد عن مفاوضات من الاتحاد البحريني لمدرب الوحدة النمساوي بيرجر الذي قطع عليه الوحدة الطريق بتعاقد جديد.. مثل هذه السوالف لا نجد لها رواجاً إلا في منطقة الخليج.. وهذه أحد الأسباب المهمة في مغالاة المدربين في شروطهم المالية وارتفاع أسعارهم بصورة مريبة.. فمتى يكون بيننا ميثاق غير مكتوب نحترم فيه تعاقدات بعضنا البعض.. أم ترانا نؤذن في مالطا!. تأكيدات الكويتي الشيخ أحمد الفهد بأنه لم يخسر شيئاً في أعقاب نتيجة «تنفيذية الفيفا» عن غرب آسيا والتي انتهت بفوز محمد بن همام على حساب منافسه البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم.. هذه التأكيدات تدل على مدى فداحة الخسارة العامة والخسارة الشخصية.. وعفواً يا شيخ هكذا نفهمها!