سأل راشد أمه: يقولون اللي يموت يوم الجمعة يسير الجنة، صدق؟ فردت علية والدته: عسى أن نكون من أصحابها. وعندما اختلت لنفسها تردد على فكرها: انني أسأل الله في كل ركعة وسجدة أن يريني حبه أو يقدرني لاؤريه حبي؟ وذهب الجميع إلى حيث يجذبهم معترك الحياة وتتداولهم منشآت وقت تحللت تفاصيله في اللاشيء. وعندما جاءت الجمعة استحم راشد ومسح على رأسه بيديه مصففا شعره واستعد للصلاة ثم ركب وسيلة المواصلات وذهب. لقد أخذ معة 19 سنة من عمرة وكل مابقى من عمري. وعندما احتضنت أختي بعد الفجأة جال بين يدي جسدها لقد أصبحت هي أيضاً خاوية. وأصبح في داخلي فراغ وفي جوفها فجوة لايشدنا حماس أو أي شعور آخر لاحتوائهما. وتوافد لزيارتنا المعزون والمهنئون لموتة يوم الجمعة، أما أنا فلقد دخلت غرفته أطوف بيدي على الأرفف والجدران عسى أن أمس ما مسسته يداه فيصيبني منة ولو عرق يده. لقد كان من أصحاب عالم آخر جاء الينا برسائل عديدة أدرك وأعي بأن الله بعثه للأختبار والبلاء ولكن ما كان علينا أن نفعل سوى أن نثق ونستسلم وأن ندع الله فاعل لما قضى فلا اعتراض. ومن حاجياته طلبت قميصاً حملته أكتاف راشد ذات يوم وكندورة «لاسيه» لبس مثلها يوم الوداع، فلقد كان لهذا اللون أنعكاس على شخصة و شخصيتة. راشد الشاب الوسيم رأيتة نائماً وعلى وجهه تناثرت شعرات لحيتة المتجانسة في الاسترسال وأنبعثت منه رائحة دهن العود لم أوقظه فهو مسافر ولكنني قبلت جبينه وطلبت منه أن يسامحني وأعلنت له أمام الأحياء وعلى مسامع الموتى أني أحبه و سألته أن يوصل السلام لأمي ودعوت الله أن يجمعنا وإياه على خير وفي أحسن مقام. لقد كانت أمي تدعوه ب «ملك البوس» حيث كان يقبلنا في كل مرة يرانا نحن الكبار في عيوننا الصغار أمام الله. وكم لطيفة كانت أصابع يديه عندما أعانقه. لقد حمدت الله أن وسامته لم تظلم فتاة وأنة الى جوار ربه فلا يخدش حياء أويفضح سترا لقد ذهب للصلاة ولله، قبل أن يعرف لذة جسده ولا متاهات الدنيا التي رحل عنها. لن ننتظرة عند البحر فلاخيال ولاسجال سيأتي به، لكنة خالد في ثنايا الفؤاد. لقد أنكسر قلبي ، تهشمت جدرانه و تصدعت أعمدته وحين أتاني بين الحلم واليقين سمعت صوتة يستجيب لأنيني فقال «آسف خالوه» وتلاشي الصوت فوجدتني في غلس تتناولني فية الأفكار وتتلاعب بي الذكريات منذ كان في بطن أمه إلى يوم الرحيل. لن ننتظرة عند البحر فلاخيال ولاسجال سيأتي به، لكنة خالد في ثنايا الفؤاد. وهذه هي جمعتة الأولى أقول لاختي يحبك الله وهذا هو الامتحان وماصبرنا سوى حباً لله «ان الله مع الصابرين» فوداعا راشد أحمد الطنيجي. عائشة بالخير aisha.bilkhair@hct.ac.ae