لا خلاف على أن الجولة العشرين لدوري المحترفين التي تقام كل مبارياتها دفعة واحدة اليوم جولة محورية تكتسب أهمية بالغة في مسيرة المسابقة، وبرغم ذلك فإنها ليست جولة حاسمة، بمعنى أنها لن تكشف هوية الفريق البطل، مهما كانت نتائجها، كما أنها لن تحدد ضحيتي المسابقة، أي الفريقين الهابطين لدوري الدرجة الأولى. وشخصياً أرى أن مهمة الجزيرة أمام النصر لا تقل صعوبة عن مهمة الأهلي أمام العين، ويكفي أن الفريق النصراوي وبرغم عدم منافسته على اللقب في السنوات الأخيرة، إلا أنه لعب دوراً في ترتيب أوراق الصدارة، والجزراوية يتذكرون الموسم قبل الماضي عندما دفعوا فاتورة خسارتهم على ملعبهم أمام النصر 1-3 فتبخر حلمهم بالفوز باللقب، كما أن فوز النصر على العين بملعبه هذا الموسم كان سبباً مباشراً في تراجع فرصة العين، إلى أن استقر به المقام في المركز الثالث لينحصر اللقب بين الأهلي والجزيرة. لعلها من المرات النادرة في تاريخ المسابقة التي يكسب فيها الفريق المتصدر «الأهلي» من الفريق الثاني «الجزيرة» ست نقاط كاملة، بينما فاز الفريق الثاني «الجزيرة» من الفريق الثالث «العين» بست نقاط كاملة. في مسألة فوز ابن همام في الانتخابات الآسيوية واحتفاظه بالمقعد الدولي تبقى ثمة نقاط يجب رصدها: أولاً: أن نجاح ابن همام يعني استمراره في «تنفيذية» الفيفا لمدة عامين آخرين فقط، أي حتى 2010، موعد انتخابات رئاسة الفيفا.. ورئاسة الاتحاد الآسيوي. ثانياً: أن وفد الإمارات في الكونجرس برئاسة محمد خلفان الرميثي كان الوفد الوحيد الذي لم يتعرض لأي نوع من الضغوط من معسكر الشيخ سلمان بن ابراهيم، حيث كان الموقف الإماراتي واضحاً وصريحاً لا لبس فيه، عكس عدد كبير من الاتحادات التي ظلت حتى آخر لحظة تلعب «على الحبلين» حتى لا تخسر طرفاً لحساب طرف آخر و لا أكشف سراً عندما أقول إن إحدى الشخصيات المهمة في معسكر الشيخ سلمان زار الإمارات قبل الانتخابات والتقى كبار المسؤولين الرياضيين وحاول جاهداً إثناء اتحاد الإمارات عن موقعه، وتحويل صوت الإمارات عن ابن همام إلى الشيخ سلمان، دون جدوى، وتأكدت «الشخصية المهمة» من أن موقف الإمارات لا يمكن أن يتزعزع وأنها أعلنت موقفها المؤيد لابن همام عن قناعة كاملة بأنه رجل آسيا القوي وأنه الأحق بمقعد «تنفيذية الفيفا» عن غرب آسيا. ثالثاً: أن خسارة ابن همام 21 صوتاً آسيوياً لا يعني أن 21 دولة تقف ضد أفكار وخطط ابن همام، بقدر ما يعني أن معظم تلك الدول استجابت للضغوط الشديدة والإغراءات الكثيرة التي سبقت الانتخابات وتواصلت حتى فجر كوالالمبور، بدليل أن معسكر ابن همام كان على ثقة حتى الليلة التي سبقت الانتخابات بأنه سيكسب 28 صوتاً مقابل 18 صوتاً للشيخ سلمان، ولكن التحركات المكثفة لمعسكر الشيخ سلمان في اللحظات الأخيرة أفقد ابن همام بعض الأصوات، فهل تحولت القناعات في كفاءة ابن همام بين عشية وضحاها؟ رابعاً: وداعاً للفوز بالتزكية في الانتخابات الآسيوية، ومن الآن ترقبوا معركة انتخابية شرسة أخرى على رئاسة الاتحاد الآسيوي، بعد عامين من الآن، وبالتأكيد لن يكون الشيخ سلمان هو منافس ابن همام ولا تستبعدوا أن تكون المنافسة من هناك.. من شرق القارة، والتي لن تكتفي مرة أخرى بمتابعة الصراع العربي - العربي على قيادة الكرة الآسيوية.