كنت واحداً من أكثر المتحمسين لدخول عصر الاحتراف منذ عام 1985 باعتباره ركيزة مهمة من ركائز التطور ولايزال هذا هو مفهومي بالطبع ولكن ما يحدث هذه الأيام من تمرير بعض المفاهيم باسم الاحتراف جعلني أكرهه لدرجة الأمنية بألا يأتي· أسأل نفسي وأنا حزين إذا كان ذلك هو حالنا الآن ونحن مازلنا نتلمس خطانا ونطرق الأبواب فكيف سيكون بعد أن يصبح واقعاً وحقيقة! ما أفهمه أن للاحتراف جانبين، أحدهما أخلاقي والثاني مادي ولا تستطيع أن تفصل أحدهما عن الآخر ولكن وعلى ما يبدو فقد بيتنا النية على الأخذ بجانب واحد فقط! أشعر للأسف أننا حريصون الآن على تصنيف الناس لفريقين أحدهما مواكب والآخر غير مواكب ولا أدري كيف نعطي لأنفسنا هذا الحق رغم أننا مازلنا في قارب واحد وعلى أرض واحدة! الاحتراف أيها السادة ليس مجرد قراءة كتاب أو حفظ لوائح وقوانين فهو قبل ذلك تجربة ومعايشة فهل جربناه وعايشناه حتى نعطي لأنفسنا صفة الخبراء به بل الأكثر من ذلك أن ندين الآخرين بعدم الإلمام والمواكبة! الذي دفعني لهذه الكلمات ليس أبداً ما يتعلق بالأندية فهذا لا يشغلني لكن الدافع هو المنتخب الوطني ولو كان الأمر بيدي لما شغلت نفسي بشيء آخر غيره! قد أتفهم بصورة أو بأخرى بعض الممارسات التي تخص الأندية بصرف النظر عن رأيي فيها لأنني على يقين أن رأيي لن يعجب أحداً لكني لست على استعداد أن أغض الطرف عما يمس المنتخب لأنني أتحول إلى إنسان أخرس ولا مؤاخذة عندما يحدث ذلك! وبالمناسبة ومن الآخِر فليس هناك علاقة بين المنتخب وبين الاحتراف إلا فيما يتعلق بمواعيد انضمام لاعبي الأندية وهي لوائح دولية لا اجتهاد فيها! أما كل الأشياء الأخرى فهي حق أصيل لاتحاد الكره دونما أي حقوق للأندية· في الشأن الانتخابي قال لي هل يجوز ألا يقدر نادي الشارقة يحيى عبدالكريم ثم يطالب الآخرون بتقديره ؟ لقد كان من الأولى أن يرشحه ناديه أولاً ومن ثم تكون المطالبة بانتخابه! قلت معك الحق فهذه أخطر دعاية مضادة ولو كنت مكان الإخوة في نادي الشارقة لقمت باستبدال اسم يحيى باسم محمد عبدالعزيز في اللحظة الأخيرة طالما أن الأمر يتعلق بموقع الرئيس ومع ذلك فلا بأس فهذا أمر شكلي والأهم أن تكون هناك قناعة تامة بأن ما حدث ليس مجرد ردة فعل لأنها لو كانت كذلك فسوف يكون لذلك ثمن ما وعموماً بالنسبة لنا فالمكسب الحقيقي سيكون في عملية الممارسة في حد ذاتها· لمن تعطي صوتك·· سألني·· قلت أعطيه لأي شخص إلا المدعين!