مع تقدم العلوم والتكنولوجيا باتت طرق الإنسان في التعبير تأخذ شكلاً مختلفاً·· فبدلاً من أن نقوم بواجب التهنئة بالعيد أو الأخذ بالعزاء شخصياً صرنا نبعث برسالة نصية تكفينا عناء الذهاب والتواصل مع الآخرين·· والرياضيون جزء من المجتمع يؤثرون فيه ويتأثرون بما يطرأ عليه من متغيرات·· وهاهم يدخلون عصر المماحكات التي قد تبدو طريفة في البداية ثم لا تلبث وأن تثير المشاكل وحنق الآخرين في وقت لاحق لأن المثل يقول كل ما زاد عن حده نقص · حتماً وإن كنت سأتحدث عما دار قبل وبعد مباراة الهلال والنصر على نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد فإن كلامي لن يكون حصرياً على هذه المباراة أو على الكرة السعودية فهو موجود وبكثرة في كل دولنا العربية· فقبل المباراة تناثرت رسائل الجوالات التي تحدثت عن ''توهان لاعبي النصر'' في حال تتويجهم وبحثهم عن كيفية الوصول للمنصة الشرفية·· والنصراويون تقبلوا الأمر وكان حافزاً إضافياً لهم ليتوجوا بعد مباراة أقل ما يقال عنها إنها أكدت مكانة وتفوق الكرة السعودية على شقيقاتها العربيات من المحيط إلى الخليج لأنها الأولى في حياتي التي أرى فيها 70 ألف متفرج يحضرون نهائي فئة عمرية هي تحت 23 سنة·· ولكنها أيضا أثارت مواجعي عندما جاءني سيل من الرسائل عقب التتويج فيها نوع من ''السخرية السوداء التي لم ولن أحبها فمنها من يقول إن النصراويين يهنئون بعضهم للمرة الأولى في التاريخ عبر رسائل الجوال لأن آخر بطولة لهم كانت على أيام البيجر·· وهذه قد تكون أخف ما وصلني ثم اشتعلت حرب الردود والردود المضادة والمطالبات بإقالة فيصل عبدالهادي الأمين العام للاتحاد السعودي بحجة أنه المتسبب ''بسرقة المباراة '' من الهلال بسبب جدول المباريات علماً أن النصر هو الآخر لعب النهائي يوم الأربعاء ويوم الجمعة أمام الحزم وسبق للشباب أن لعب مباراتين بفريقين مختلفين في اليوم نفسه·· أي أن المسألة ''كاس على كل الناس'' وربما يكون الهلال متضرراً ولكن لماذا يكون عبدالهادي هو المتسبب وهو ليس رئيس الاتحاد وليس صاحب القرار الأول والأخير في جدول المباريات؟ الكرة السعودية متطورة وقادرة وكبيرة وحتى قائدة في محيطها وإعلامها قوي ويكفي أن يكون هناك حوالي 120 صفحة رياضية يومية عدا عن عشرات البرامج والقنوات الفضائية والمحللين الذين يركزون عليها لهذا أتمنى للبعض أن يخرج من ''شرنقة'' المماحكات لنرى الصورة أبهى وأحلى وأكمل·