عندما تستيقظ من نومك صباح اليوم تكون معركة انتخابات غرب آسيا لـ"تنفيذية الفيفا" قد وضعت أوزارها وأعلنت احتفاظ محمد بن همام العبد الله بالمنصب الدولي، أو فوز الشيخ سلمان بن إبراهيم بهذا المقعد. وشخصياً ما كنت أتمنى أن تشهد الانتخابات "صراعاً" بين الأشقاء جعل كل معسكر يحشد كل قواه وكل أنصاره ومؤيديه من أجل تحقيق الفوز، وإذا كان ما حدث ينتصر للديمقراطية، بعيداً عن الفوز بالتزكية، فإن الممارسات السلبية وتبادل الاتهامات والتصريحات الساخنة تبقى أسوأ ما في المشهد الانتخابي، حيث تفرغت القارة لمتابعة المناوشات العربية - العربية، وبدا الموقف برمته يرفع شعار "الغاية تبرر الوسيلة". ولأنني أؤمن "بالانحياز الإيجابي" من أجل المصلحة العامة، فإنني أرى أن محمد بن همام هو الأحق بالاستمرار في عضوية "تنفيذية الفيفا"، فهو الشخصية العربية الأكثر تأثيراً في أهم لجنة بالاتحاد الدولي، كما أن له من العلاقات الاستثنائية التي يمكن من خلالها أن تخدم كرة القارة التي سجلت على يديه العديد من النجاحات منذ أن نال لقب أول عربي يتولى رئاسة الاتحاد الآسيوي في أعقاب مونديال 2002 خلفاً لعدد من المسؤولين الماليزيين الذين لم تتجاوز علاقتهم بالاتحاد حدود الرئاسة الشرفية، بينما نجح ابن همام في تغيير مفهوم رئاسة الاتحاد الآسيوي بحيويته وديناميكيته، وبالمناسبة فإن هذا الرأي سبق أن ذكره بيتر فيلبان عندما التقيناه على هامش "كونجرس الاتحاد الدولي" في مراكش عام 2005، حيث قال بالحرف الواحد إن ابن همام يمثل نقلة نوعية في مسيرة الاتحاد الآسيوي، بعد "الدور الشرفي" الذي قام به الرؤساء السابقون. أما الشيخ سلمان بن إبراهيم، والذي سبق أن تولى رئاسة لجنة الانضباط بالاتحاد الآسيوي، فلا يملك سيرة ذاتية قوية تضاهي ابن همام، كما أنه لم يحقق مع كرة بلاده "البحرين" نجاحات ملموسة من شأنها أن تعطي انطباعاً بإمكانية انتقال ذلك النجاح من النطاق المحلي إلى الآفاق الآسيوية. وعموماً فإن الانتخابات التي وضعت كرة القارة فوق صفيح ساخن ستنتهي، ولابد من إعادة توحيد الصفوف مرة أخرى، مهما كانت هوية الفائز، فالحريصون على مصلحة الكرة الآسيوية يخشون أن تدفع كرة القارة الفاتورة الانتخابية كاملة، حيث الانقسامات والتكتلات والانحياز لمبدأ "من ليس معي فهو ضدي"! تصريح بيتر فيلبان في مؤتمره الصحفي بأن يوم الجمعة 8 مايو سيشهد نهاية ابن همام مع الكرة الآسيوية وأنه سيعود مجدداً إلى الصحراء لم يضر ابن همام، بل خدمه كثيراً وأدى إلى تكاتف كل الجهود من أجل الرد على فيلبان الذي تحول من صديق لابن همام إلى واحد من أبرز مناوئيه في المعسكر الآخر. وعلى نفسه جنى فيلبان الذي ساءه أن يأتي شخص ديناميكي ويقود الاتحاد الآسيوي، بعد أن كان فيلبان وطوال 30 سنة هو الرئيس الفعلي للاتحاد في ظل أكثر من رئيس كان بمثابة"شاهد ما شافش حاجة"!