أن يخسر الجزيرة فرصته في الاستمرار بدوري محترفي آسيا بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من البقاء فهذه تحتاج إلى وقفة، لأن الجزيرة كان أمل الإمارات في هذه البطولة التي كانت كارثية على كل المشاركين فيها مع احترامي لفوز الشباب الأخير، ولكن نتائج الجميع لم تكن مشجعة، رغم أن أداء الجزيرة (ولا أقول نتائجه) لم تكن مرضية. فريق يتقدم بهدفين ثم يتعادل، تحدث حتما في كل بقاع الدنيا، ولكن لا أعتقد أنها يجب أن تمر مرور الكرام، بل يجب الاستفادة من دروسها والبناء عليها، خاصة أن الجزيرة كان مؤهلاً لمقارعة كبار آسيا فيما لو تأهل ولكنه لم يفعل. الأخطاء واردة في عالم الكرة ومنها انسحاب الشارقة (مهما كانت مسبباته) من البطولة التي قاتل الاتحاد والمؤسسات الكروية المختلفة من أجل نيل 3 مقاعد، و2/1 في أقوى بطولة قارية للأندية، فيما كان نصيب دول قدمت مؤخراً عروضاً مذهلة في هذه البطولة كان نصيبها صفراً مثل سورية والكويت والأردن والعراق. هل تعتقدون أن الانسحاب وإن كان يصب في مصلحة الشارقة سيصب في مصلحة الصورة الإماراتية آسيوياً ؟، وهل هي السابقة الأولى؟، ألم يفعل الشعب قبله نفس الشئ في دوري أبطال العرب؟، وهل الانسحاب هو الحل ؟، وهل صعب على الأندية الإماراتية أن تقاتل على أكثر من جبهة في آن واحد؟. الأندية السعودية مثلا تلعب في دوري أبطال آسيا ودوري أبطال العرب والدوري السعودي وكأس الأمير فيصل وكأس ولي العهد والدوري، وبعد الدوري بستة أيام تلعب كأس خادم الحرمين الشريفين، وما بين كل هذه البطولات يلعب نجوم السعودية مع منتخبهم في تصفيات كأس العالم وآسيا والخليج، ومع هذا نتائجهم أفضل بكثير. أنا لا أقارن بين الأندية السعودية والإماراتية؛ لأن المقارنة لن تكون عادلة ولكني آتي بمثال فقط؛ لأن السعودية نالت 4 مقاعد، والإمارات تمثلت بأربعة أندية في نفس البطولة، أي أن البلدين بنفس الميزان لدى الاتحاد الآسيوي، ولكن هل ترون أن ذلك متحقق فعلاً على صعيد النتائج والأرقام؟، لا أريد أن أبدو قاسياً ولا متشائماً، ولكن أسمع أصواتا وتعليقات عن عدم الاستعداد الجدي للبطولة الآسيوية، وأن مساحة التفكير المحلي تفوق القاري، وهي أعذار أقبح من الذنوب نفسها، وهي تضر بالكرة الإماراتية ولا تفيدها، وتطرح أكثر من علامة استفهام حول مشروعية ومساحة المقاعد التي حصلت عليها. هناك مسؤولية يجب أن يتحملها أحد، أو أسباب يجب البحث عن جذورها وليس قشورها، ويجب أن نجدها ونتحدث عنها ونضع الحقائق في نصابها (الحقيقي).