نحتفل اليوم جميعاً بيوم توحيد القوات المسلحة، يوم تاريخي ومفصلي في مسيرة الوطن، ومسيرة أبنائه، حتى أصبحت اليوم على ما هي عليه إعداداً وتدريباً وتأهيلاً، وبما تملك من أحدث المعدات والتجهيزات العسكرية. لقد كان يوم السادس من مايو 1976، يوماً من أيام الضياء والنور في مسيرة بناء وتعزيز مؤسسات الدولة الاتحادية الوليدة، ومثل نقطة ارتكاز في رحلة البناء والتطوير للقوات المسلحة، وهي تحلق نحو آفاق أرحب لتعبر عن الصورة التي أرادها لها القادة المؤسسون، ولهذا الوطن وابنائه. في ذلك اليوم منذ 33 عاما، وعندما أُعلن عن القرار التاريخي، لم نكن نستوعب حقيقة النقلة التي ستقودنا إلى ما نشاهد اليوم، وكنا على موعد معها، ونحن نتابع كيف كانت وكيف أصبحت قواتنا المسلحة، وهي تنتقل من مرحلة التلقي إلى مستوى التصنيع ونقل المعرفة، كما تابعنا خلال معرض ومؤتمر أبوظبي للدفاع «آيدكس» الذي كانت أحدث دوراته في فبراير الماضي، مناسبة للوقوف على ما وصلت اليه قواتنا المسلحة والمكانة التي تحظى بها محلياً وإقليمياً وعالمياً. لقد تحققت هذه المكانة الرفيعة للقوات المسلحة بفضل الدعم السخي من لدن قائد المسيرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة «حفظه الله»، وسموه يتابع هذه المسيرة منذ مراحل مبكرة من التأسيس، ودعم إخوانه أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، وبمتابعة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. لقد كانت القوات المسلحة وفي كل مرحلة من مراحل التطور الذي مرت به، تعبر عن النهج الراسخ والثابت الذي اختطته الإمارات منذ التأسيس والى التمكين، بأن تكون درعاً وسياجاً لمنجزات ومكتسبات الوطن، وسنداً وعوناً للشقيق والصديق. تذود عن حياض الوطن، وتصون منجزاته ومكتسباته التي جاءت ثمرة نهج حرص منذ البدايات على أن تكون التنمية شاملة تمتد إلى كل مواطن على امتداد مساحة وطن الخير والعطاء. لقد تسنى لي في أكثر من مناسبة مرافقة هؤلاء الرجال في العديد من المهام التي قاموا بها خارج الدولة، وهم يرفعون راية الإمارات خفاقة في ساحات جسدوا بها ومعها هذه الرسالة السامية للإمارات دائماً، والتي يحملها أبناء هذا الوطن أينما حلوا ورحلوا. تابعناهم هناك يشاركون في تعزيز الأمن والاستقرار في ربوع لبنان الشقيق ضمن قوات الردع العربية، وكانوا في مقدمة المشاركين في إعادة الحق إلى أصحابه بتحرير الكويت بعد أن غدر شقيق بشقيقه، ورافقتهم في الصومال وهم يساهمون ضمن قوة الواجب في إعادة الأمل لأشقاء توالت عليهم نوائب الدهر، وشاهدناهم في كوسوفا ينتصرون للحق ويقدمون خدماتهم الإنسانية لإخوة لنا في الإنسانية من دون تمييز. وتواجدوا في أفغانستان يسهرون على ضمان وصول الإمدادات الإنسانية إلى المستحقين. رسالة عظيمة لنهج عظيم غرسه القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، وتتواصل على يد خليفة الخير، وإخوانه الميامين، رسالة حققت بها ومعها الامارات هذه المكانة الرفيعة بين الامم والأوطان. فتحية حب ووفاء، وعهد وانتماء للقائد، وتحية تقدير لحماة الوطن في ذكرى هذا اليوم الأغر ، وفي كل الايام.