- لو عملنا دراسة ميدانية وذهبنا إلى المسؤولين المرموقين في وزارة التربية والتعليم من أعلى رأس في الهرم إلى قاعدة المسؤولين مثل مدراء المدارس والوكلاء، وسألناهم أين يدرسّون أبناءهم وفلذات أكبادهم، فإذا كانت النسبة الغالبة تدرّس أبناءها في المدارس الخاصة، فهذا أمر يحتاج إلى تفحّص ومعرفة الأسباب وما هي الغايات، أما إن كانت النسبة لصالح مدارس وزارة التربية ما عدا المدارس النموذجية، فهذا أمر يطمئن البال ويريح الحال ولا يجعلنا ندخل في جدل القيل والقال، وسنركن إلى رؤية الوزارة التي ستظهر عام 2020 ولا أدري إن كانت الوزارة قد تخلت عن هذه الخطة التي كانت طموحة في وقتها، لأن تغيير المسؤول قد يتبعه تغيير في الخطط وإلغاء ما عمله وصرف عليه، وهللت وقتها له وسائل الإعلام، نفس السؤال يمكن أن نوجهه إلى القطاع في وزارة الصحّة، فإن كان علاج أسر وذوي وأبناء المسؤولين المرموقين يتم في المستشفيات الحكومية من غير توصية ولا (بروة) صغيرة إلى الأخصائي والاستشاري والطبيب المعالج لكي يضمن العلاج المريح والموعد المناسب والعناية الكريمة، فالأمر جميل والناس سواسية، أما إن كان علاج مستشفيات الحكومة كمرحلة مهدّئة قبل السفر إلى مستشفيات المدن الأوروبية والأميركية، فهنا يجب أن نتوقف ونطرح سؤالاً غير بريء! - لم أحضر مهرجاناً فنياً عربياً في حياتي، ورأيت وجوه الجميع في آخر يوم منه، مثلما كانت هي في أول يوم، تجد الجو متكهربا، وبعض الوجوه عابسة، والعيون يتطاير منها حمم الغضب، وكل الحق على لجنة التحكيم، ومدير المهرجان، والصحافة، والنقاد، والمدرب، والحكم، وكل الشماعات التي يمكن أن نعلق عليها إخفاقنا وفشلنا أو حتى عدم محالفة الحظ لجانبنا، لكن الكثير منا لا يرى أن الإيجابيات والمنافع التي نكتسبها من خلال هذه اللقاءات تزيد على ما يعكر صفوها بسبب تلك الجوائز أو شهادات التقدير، فكلما كان الإنسان واثقاً من نفسه، ومتمكناً من أدائه، كلما صغرت في عينيه كل تلك الدروع والشهادات التي تحتاج إلى براويز غالية، لنزين بها الجدران! - الهاتف النقال رغم أننا نعترف أنه حل كثيراً من مشاكلنا، ووفر لنا الوقت وعلينا الجهد، إلا أنه أصبح كالطفل الصغير المدلل، نحبه ونفرح به وله، لكنه متعب في تطلباته، فهو يحب الجلوس في الحضن، ويحب أن يكون دائماً محمولاً، ولا يجب أن نزعل من صراخه وندائه ومقاطعاته، يقلقنا صمته، نتفقده بين الحين والحين، هو طفل جميل لكن دلاله زائد حتى أن البعض منا يضطر لصحبة هذا الصغير إلى الجلسات الكبيرة، وعند الناس الكبار!