في السّابق كان النّاس يضربون الوصفّ، بجمال المرأة إذا كان مرتبطاً بالحشمة والسّتر، فيقولون هذه امرأة حشيم أو ابنة رجل حشيم، أمّا اليوم وفي مثل هذا الوقت الرّديء، طار البرقع، وطارت الشّيلة، وتزرزرت العباءة، وذهبت الحشمة، وبقينا نترّحم على أيامنا الخوالي من كثرة ما نرى في الشارع، وفي الأسواق، والمحال التّجارية، من مناظر لنساء مختلطات علينا، مرة لا هنّ من هنا، ومرة من هنا، ومحسوبات على هنا، ومرة لا هن نساء فننعتهن بتاء التأنيث، ولا هن من جمع المذكر السالم، مغفيات مثل ''البويات'' في البحر، مناظر لا تسر العين، ولا تفرح القلب!؟ إن الّلوم لا نعرف على من نسقطه جرّاء الحشمة على الرجل أم على المرأة، فالرجل نقول انه لا يلام لأن السّبب والمسبب مصدرهما المرأة، بالإضافة للشيطان وأعوانه، وهم كثر، لذا فالناس لا يعرفون على وجه الدّقة من يلومون الأهل أو المجتمع، تغير الحال والأحوال، والزّمن له ضريبته التي تنعت حيناً بالحرية الشخصية، وحيناً بالعصرنة، وحيناً بالتحضّر، وحيناً آخر بالتحرّر• نقول هذا فقط لقليل من الحشمة، ولا ننشدها كلّها، لأنها صعبة في هذا الوقت، وصعبة أن تكون كما كانت عليه أيّام الأولين، لماذا قليل من الحشمة؟ لأن الذي نراه أصبح لا يصدّق، وحشمة اليوم أصبحت إغراء، وإثارة في وقت المباح، والمشاع، فكثيرات يتنقّبن وهنّ الراغبات، فلا ترى إلا عيوناً تبرق بالكحل خلف النّقاب الجديد على المجتمع، أو خصلة من شعـر تلمع بلون الكستناء أو الـ "High light" ثم تتخصّر بتلك العباءة المشقوقة، فقط لإظهار لون الجينز أو ما تحت العباءة، وإن مرت بك ضولة نساء فستجدهن رافعات قليلاً من العباءة المشقوقة، مظهرات ''الصيم'' تقول إنهن ''خائضات الفلج، أو رادات الماء عن اليلبة''! هذا بعض ما تظهره نساؤنا ''اللي يسمن عمارهن لوكل'' أو ما يظهر من اعتداء من الأجنبيات على الزّي المحلّي الذي يعتبر اليوم أقوى مصيدة وقع فيها الكثير من ''عطران الشوارب''• إن ما تقوم به بعض الفتيات من أهل الدّار، فالأمر مقلوب أو معكوس، الأجنبية تتظاهر بالحشمة لأمور تعرفها، والمرأة المحلية تتكشّف أيضاً لأمور تعرفها، وبين حشمة لا نريدها من تلك، ولا تبرّج نريده من هذه، نقف كالمشدوهين أحياناً حين تفاجئنا مناظر تلك أو مظاهر هذه، أما المنسجمات مع حالهن الراضيات بأسمالهن، فرّبما يكنّ بعض الناس لهن الاحترام، لأنهن متوافقات مع حياتهن، وأفكارهن، وطبيعة مجتمعهن، لكن لابدّ أيضاً من أن يراعين المجتمع هنا، وظروف البيئة والناس، فلا يقبل أن تمرّ فليبينية بشورط قصير، وبفانيلة حفر أو بشيء أشبه بلباس البحر، وتعبر ذاك الشارع المكتظ بالساكنين العزّاب، أو الراجلين من العمّال، ونقول وقعت جريمة في البناية، الواقعة في آخر الشارع•• فقط نقول: قليل من الحشمة ترضي النّظر، ولا تستفز البشر، ولا تعرّض المائلات المستميلات للخطر! وعلى رأي القائل من الوطر الأوليّ الجميل: بوحيايين عطايـف لا بس الشّيل الرّهايف؟ ولي قعد بين الولايف تنظر الحشمة عليه!؟؟