خلال اليومين الماضيين احتفلت وزارة العمل مع حشود من العمال وفي مواقع مختلفة باليوم العالمي للعمال، وأعلنت أن الاحتفال سيصبح تقليداً سنوياً للوزارة التي قالت إنها تدرس اعتبار الأول من مايو من كل عام يوم عطلة رسمية للعمال• احتفاء وزارة العمل بالمناسبة يجسد ديناميكية التطور الذي واكب مسيرة الوزارة في هذا الاتجاه، من خلال التشريعات المتلاحقة والتعديلات التي أُدخلت على قوانين العمل التي أصبحت اليوم موضع تقدير وإشادة وارتياح الأوساط العمالية والمحافل والمنابر العالمية المعنية بالعمل وقضاياه • وقد استهلت الوزارة احتفالاتها بالمناسبة بحملات إعلامية ولوحات دعائية نشرت في الشوارع والميادين والمراكز وهي تؤكد أن '' العمال شركاؤنا في التنمية''، وتذكرنا أيضاً بضرورة '' منح الأجير حقه قبل أن يجفه عرقه''، وهي القاعدة الذهبية بين العمال ورب العمل، والتي أرساها ديننا الحنيف قبل أكثر من 14قرناً• وشهدت أبوظبي أمس ماراثوناً رياضياً ضمن الفعاليات الاحتفائية بالمناسبة ، والتي كان من ضمنها عقد ''ندوة حقوق الإنسان وعلاقات العمل'' على مدار يومين في دبي، وهي الندوة التي نظمتها الوزارة بالتعاون مع منظمة العمل الدولية والمفوضية العليا لحقوق الإنسان• كما شهدت الايام القليلة الماضية إعلان معالي صقر غباش وزير العمل مبادرتين تتعلقان بوضع معايير جديدة للسكن العمالي ، وتنفيذ آلية جديدة لصرف أجور العمال عبر البنوك ، بينما أطلق القائم بأعمال مدير عام الوزارة الأربعاء الماضي خدمة ''راتبي'' التي تتيح لعمال القطاع الخاص الإبلاغ عن أي تأخر في تسليمهم مستحقاتهم المالية هاتفياً وإلكترونياً• إن سلسلة الإجراءات والتشريعات التي قامت بها الدولة، ومن خلال وزارة العمل تجسد الحرص على استقرار سوق العمل بما ينعكس إيجاباً على سير العمل في مشروعات التي يجري تنفيذها، ولصالح أطراف العلاقة العمالية، وبصورة ترفض أي إساءة لصورة الدولة باستغلال مشاهد من صور تقصير بعض أصحاب العمل و أخلالهم بالتزاماتهم نحو عمالهم• وإذا كانت الدولة قد قامت من جانبها بهذه المبادرات والتحركات لصون حقوق العمال واحتراماً لإنسانيتهم، فإن الأمر يتطلب جهداً موازياً من جانب الدول المصدرة للعمالة لحمايتهم من العصابات التي تخصصت في ابتزاز هؤلاء العمال الذين غالبا ما يكونون ضحايا لمكاتب تصدير العمالة، وهم يصورون لهم أموراً وأشياء لا وجود لها، ثم يُستقدَمون إلى هنا لتظهر الأمور بخلاف ما صُوِّر لهم، ويكتشفون بعد فوات الأوان أنهم كانوا ضحايا لتلك المكاتب• وأخيراً تحية تقدير لجهد متميز لوزارة العمل ، وهي تقدم مبادرات تحمل صورة حضارية لإمارات المحبة والعطاء•