لم أفهم مغزى ومعنى أن يتم استبدال رخصة السواقة الكندية برخصة الإمارات إذا كان المتقدم كندي الجنسية، وتمنع عن بقية الحاصلين عليها إذا كانوا يحملون جنسيات أخرى مختلفة، هل التبديل هنا يخص رخصة السواقة، أم جواز السفر؟ أو أن كندا مثلاً ستصعب في إجراءات الفحص للتأهل للقيادة في شوارعها لمواطنيها، وستتساهل مع غيرهم من الأجانب المقيمين على أرضها؟ ثم هل الاتفاقية بين كندا والإمارات فيها هذا التفريق بين حامل رخصة السواقة الكندية بين المواطنين الكنديين والمقيمين في كندا؟ رخص السواقة في الدول المتقدمة، لايمكنك الحصول عليها من خلال قريب أو نسيب يعمل في الشرطة، أو من خلال رشوة أو تزوير، قد تكون هناك طرق في الإجراءات سهلة، وميسرة، لكنها بعيدة عن الغش• فمثلاً•• اليوم أنا عندي رخصة سواقة فرنسية حصلت عليها قبل 14 سنة، وهي رخصة لا تنتهي أبداً، وسارية في كل دول الاتحاد الأوروبي وانجلترا، وغيرها من دول العالم، وتنفعني كثيراً، وتسد أحياناً حتى عن الهوية، وتعبت حتى حصلت عليها، لأنها تتطلب اختبارات نظرية وعملية، أصبحت اليوم موحدة دولياً، لكي يتم الاعتراف بهذه الرخصة عن أخرى على نطاق واسع من دول العالم المتقدم، ورجعت إلى الإمارات، ورغبت في الحصول على رخصة سواقة صادرة من الإمارات، حيث لا يمكن للفرد أن يتنقل هنا بدون وسيلة وحيدة، وهي السيارة، فسيقومون بفحص جواز سفري أولاً، فإذا كان فرنسياً، فسيستبدلونها بعد أن أسلم لهم رخصة السواقة الفرنسية، وهنا نقطة اعتراض، لماذا تسلبوني رخصة سواقتي الأصلية والتي أحتاجها، ولا يمكنني أن أتنازل عنها، أما إذا عرفوا أنك تحمل جواز سفر إماراتياً أو سنغالياً، قالوا لك: لا يمكنك استبدال رخصة السواقة الفرنسية، لأنك لست بفرنسي، ولا تحمل جواز سفر فرنسياً! طيب أنا أعيش، ومقيم في فرنسا، ويمكن أن تكون زوجتي فرنسية، ولي أعمال في فرنسا، ويمكن أن يكون أولادي لهم حق في الجنسية الفرنسية، لأنهم ولدوا هناك، ولكن كل هذه المسوقات ربما لا تجعلني مقتنعاً بأن أحمل الجنسية الفرنسية، لقناعات وطنية، وسياسية، وربما لمواقف أيدلوجية، وربما أنني ''شوفيني'' ومتعصب لجنسيتي الأصلية، وغيرها من الأمور، فهل أتركها من أجل خاطر إدارة المرور، ومن أجل أن أحصل على رخصة سواقة صادرة من الإمارات دون تعب، ودون اختبارات، ودون التسجيل في مصفح لتعلم الدروس النظرية في السواقة على يد معلم تعرف مثله أو أكثر، بحكم أنك تجاوزتها منذ سنين، وتتلقى الدروس العملية على يد معلم فاحص، قد يكون غير مقتنع أنك تسوق منذ سنين، وفي مدن صاخبة، وأنك لو قلت له: سق في كندا أو فرنسا، تلك البلدان الكبيرة سيدور رأسه، ولايعرف يرجع إلى مكان ما انطلق منه! هناك بعض الأمور نتمنى أن نقتنع بها، لنقدر أن ندافع عنها!