إذا أردنا التوقف وتقييم المحصلة التي خرج بها المنتخب بعد ختام المرحلة الثانية من تصفيات كأس العالم فإنه يمكن القول: إن المنتخب حقق كل ما هو مطلوب منه في هذه المرحلة وبدرجة امتياز· وماذا نريد من الأبيض أكثر من هذه البداية الايجابية في أن يحسن استغلال المباراة الأولى على أرضه وبين جماهيره ويتوجها بالفوز على المنتخب الكويتي وعندما يلعب خارج أرضه لا يخسر ويعود بنقطه ثمينة من دمشق· والأهم أن يحافظ على تصدره للترتيب العام بنفس فارق النقاط والتي انتهت عليه الجولة الأولى بفارق نقطتين مع سوريا وإيران وثلاث نقاط عن منتخب الكويت· لقد قطعنا الخطوة الأولى في مشوار التأهل بنجاح وشخصياً كم كنت أتمنى أن لا تتوقف المباريات في هذه الفترة وأن تستمر لأن المنتخب في هذه الأيام ''ما ينخاف عليه'' ونحن نراه في أفضل حالاته· بصراحة هذه المرة لا نشعر بالقلق من المنافسين بقدر ما يثير قلقنا نظام التصفيات العجيب والذي أصر عليه الاتحاد الدولي بحشر جميع المباريات الهامة والحاسمة في فترة لا تصلح فيها ممارسة الكرة خلال حر شهر يونيو الشديد والذي لا يستطيع احتماله أحد وهو جالس، فما بالكم بلاعبين مطالبين بتقديم أقصى طاقاتهم· وما يزيد الأمر صعوبة أن هذه الفترة تشهد نهاية الموسم في جميع دول المنطقة ولا يخفى على أحد أنها تعتبر من أصعب الفترات على اللاعبين والتي يصلون فيها إلى أقصى درجات الإرهاق· وهذه النقطة يدركها الاتحاد الدولي أكثر من غيره ولعل الجميع يتذكر إصراره الشديد على انتهاء المواسم المحلية في وقت مبكر قبل مونديال ألمانيا الماضي وذلك لضمان حصول اللاعبين على راحة كافيه تزيل عن كاهلهم إرهاق الموسم المحلي قبل المشاركة في المونديال· لكنه مع ذلك لم يتعامل معنا بنفس المنطق ورفض بإصرار كل المحاولات التي بذلت من اجل التعديل وتجنب إقامة المباريات في جو جهنمي· آخر همسة: وسط الحديث عن المنتخب يجب أن لا ننسى الدور الرهيب الذي لعبته جماهير الامارات بالتواجد مع المنتخب في استاد العباسين وهذه تحية لكل من استشعر واجبه الوطني ولم تثنه مشقات السفر عن التخلف عن الذهاب· وتحية خاصة للمحامي عيسى بن حيدر على تحمله نفقات سفر 150 مشجعا وهو موقف مشرف يعكس صورة ناصعة البياض لنوعية المواطن الحريص على التفاعل مع محيطه ورد الدين لوطنه ولشركة البوم على موقفها الوطني بالتبرع بسفر 25 مشجعا·