كرة القدم لعبة الأخطاء ولا جديد في ذلك، وكل منا يرى هذه الأخطاء من منظوره، والكل يقيسها ويكيفها حسب هواه وميوله، لأن الساحة الرياضية متعددة الألوان، فلابد أن تكثر الانتقادات ضد قضاة الملاعب وترتفع تارة وتنخفض تارة أخرى، ولكنها لا تنعدم أبداً، وانتقاد التحكيم صار أمراً يومياً، سواء كان هذا الانتقاد صحيحاً أو مبالغاً فيه، وسواء كان هادفاً أو من أجل غايات غير رياضية ولمصالح شخصية· في بداية الأمر دعونا ننظر الى التحكيم الإماراتي بعيون محايدة وبدون تعصب لأنديتنا، ودعونا ننظر للتحكيم الإماراتي بعيوننا وليس بعين واحدة، وعندها فقط نستطيع الحكم بواقعية على مستوى حكامنا وأدائهم، وإن لم نكن محايدين في هذه النظرة فلن ننصف تحكيمنا أبداً، ولن نرى الأمور كما يراها الشخص المسؤول والمحايد، فالتحكيم في كل بقاع الأرض حاله من حال جميع الرياضات، لا يمكن أن يقدم المستوى المكتمل كلياً لأنه ليس مطلوباً من أي حكم الخروج بالمباراة دون أخطاء تقديرية، ولابد أن يتم الاختلاف بين الحكام أنفسهم على بعض الحالات التحكيمية ويعتبر هذا أمراً طبيعياً في المجال التحكيمي· كذلك لا يتم الحكم على الأخطاء التحكيمية وهي تقديرية من منطلق أهمية المباراة أو وضع الفريقين المتباريين ومكانتهما من جدول الترتيب أو من منطلق قوة إرادتهما من عدمها، فالخطأ متوقع حدوثه سواء لفريق متصدر أو لفريق ينازع دوامة الهبوط، وسواء في مباراة مهمة أو مباراة تحصيل حاصل، لذلك علينا كرياضيين توقع هذه الأخطاء وعلينا تهيئة أنفسنا وباقي أعضاء الساحة الرياضية بشتى طوائفها ومنتسبيها على تقبل هذه الأخطاء وعدم تمييزها وجدولتها حسب قوة الفرق أو رؤسائها أو حجم مشجعيها، ومن المهم كذلك عدم المبالغة وتعظيم الأمور التحكيمية وتهويل الهفوات وفتح المجال للعامة إعلامياً لتناول الشأن التحكيمي ومناقشة أمور التحكيم على الهواء مباشرة وبصورة وشكل انفعالي لا يفيد في تطوير الأداء على عكس المناقشات الداخلية التي تتم بين الحكام أنفسهم وبين مسؤوليهم داخل قاعة النقاش الأسبوعي، فهي الأهم والأفيد للحكم، وهي المقياس الحقيقي وهي الفيصل في تقييم الحكم وليس الساحة الرياضية، والمشجعون واللاعبون والإعلام هم من يستطيعون تقييم الحكم والأداء التحكيمي، وعلى جميع الحكام عدم الالتفات الى الانتقادات التي لن تتوقف ما دمنا نمارس كرة القدم، وعليهم التركيز فقط على التقارير التي تصلهم من مراقبي المباريات ومن لجنة الحكام، فهي التي تحمل التقييم الحقيقي لمستوياتهم وهي من تهمها مصلحة تطويرهم وعليهم التركيز فقط داخل الملعب وليس على ما يحدث خارجه وخارج لجان التحكيم· يشهد لحكامنا ونجاحاتهم المباريات الكثيرة الخارجية التي تسند إليهم، والتكليفات الدولية والقارية والخليجية خير دليل على من عميت بصيرتهم عن نجاحات حكامنا، ولمن لا يرون التحكيم بعيون محايدة، ولمن لهم مصالح شخصية ومآرب أخرى غير مصلحة التحكيم الإماراتي، ولمن لا يطيقون نجاح التحكيم الإماراتي فإننا نقول لهم راجعوا أنفسهم وحكموا ضمائركم واتقوا الله في هذا الجهاز وقولوا كلمة الحق بأن تحكيمنا بألف خير ولم ولن يدخل النفق المظلم كما تتمنون·