اتفقت الآراء تقريباً على أن الفريق الأول لكرة القدم بنادي الشباب يواصل سياسة نزف النقاط في الأوقات الحاسمة من المسابقة بعد أن كان على العكس تماماً في بداية المسابقة حيث وصل إلى درجة 15 من 15 في أول خمسة أسابيع· هذا الرأي أحترمه تماماً غير أنني أرى الأمر من منظور آخر تماماً·· وهذا المنظور بالمناسبة ليس على طريقة خالف تعرف فنحن لا نحب ذلك·· لكنها في النهاية مجرد وجهة نظر· في تقديري إن الشباب أنجز إنجازاً كبيراً بالنقطة التي حصل عليها من مباراته الدورية الأخيرة أمام فريق الإمارات برأس الخيمة لعدة أسباب أوجزها فيما يلي: 1- أي فريق آخر في وضعية نادي الشباب كان سيوضع في موقف لا يحسد عليه خاصة بعد خسارتين متتاليتين من النوع المحبط أمام جاره الأهلي·· وكما هو معلوم فإن إحدى الخسارتين أضاعت بطولة الكأس والثانية كادت أن تضيع بطولة الدوري·· وفي تقديري إن الخروج من هذا المأزق لم يكن سهلاً على الإطلاق·· بل هو موقف يعد من أصعب المواقف في إطار المنافسة الرياضية على أي مستوى ولأي فريق أحاطت به نفس الملابسات التي أحاطت بفريق الشباب· 2- من هذا المنطلق أرى أن عدم الخسارة في أعقاب تلك الفترة يعتبر مقدرة في حد ذاته·· فقد أثبت الشباب أنه لديه قدرة على التماسك في أصعب المواقف وأنه يستطيع العودة ولو بنصف فوز كما حدث·· فقد كان المهم ألا يخسر وأن يتفادى الموقف·· وعليك أن تتخيل أن الأمور كانت ستتعقد وتتأزم لو حدثت خسارة في أعقاب الخسارتين الأهلاويتين· 3- بهذا التعادل إذاً أبقى الشباب على شعرة معاوية مادياً حيث إنه لا يزال في الصدارة ومعنوياً حيث تجاوز عنق الزجاجة حتى لو كان هذا التجاوز لسنتيمترات قليلة فهذا في حد ذاته من الممكن أن يعينه على الحركة بصورة أكبر في مباراته المقبلة· دوري كرة القدم إذاً لا يزال يراوح ما بين الشباب والجزيرة والشعب والأهلي ولعل الأقدار كانت رحيمة بالشباب الى حد ما بعد تعثر الجزيرة وبعد تأجيل مباراة الأهلي مع الوصل ومباراة الشعب مع الوحدة·· مع الاعتراف الكامل بأن الأهلي والشعب اللذين ارتاحا هذا الأسبوع خدمتهما النتائج الى أقصى درجة·· هذا شرط أن يحققا الفوز في مباراتيهما المؤجلتين· الشباب ليس أمامه فرصة أخرى·· أعتقد أنه يعرف ذلك جيداً·· وإن كان نصف فوز في الجولة الماضية كان يبدو مقبولاً في أعقاب الزلزال الأهلاوي فبالتأكيد لن يجدي له سوى الفوز الكامل في مبارياته المقبلة خاصة وأن الخطر أصبح يطارده من أكثر من فريق خاصة من الأهلي الذي يعيش حالياً أخطر فتراته وأقواها·· ومن الشعب أيضاً الذي تخدمه الظروف ولا يبقى له سوى أن يخدم نفسه· ***** المنتخب الوطني إلى مسقط لملاقاة منتخب عمان ودياً·· إنها فرصة تبدو سانحة للاستفادة من هذه المباراة التجريبية خاصة وأن المباراة المقبلة في تصفيات كأس العالم أمام المنتخب السوري القوي·· وأسعدني وجود رئيس الاتحاد محمد خلفان الرميثي على رأس البعثة·· فهذا يعطي إحساساً للجميع بأهمية المرحلة وأهمية كل مباراة حتى لو كانت ودية· ***** ظهر سمو الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان كبير الأسرة الوحداوية في الوقت المناسب وأعتقد أن لقاءه باللاعبين في حد ذاته هو بمثابة أول حجر وحداوي يتم قذفه في البحر الراكد الذي غرق فيه الفريق طويلاً وليس أمام اللاعبين الآن سوى التمسك بطوق النجاة لكي يثبتوا لجماهيرهم أنهم ما زالوا أحياء·