احتفلت '' ماجد'' أمس الأول بعيد ميلاده الثلاثين، ثلاثة عقود بالتمام والكمال مرت، ولا يعرف كيف مرت، إلا من رأى هذا المولود يترعرع أمام عينيه، خطوة خطوة، ومرحلة مرحلة، حتى غدت كيانا قائما بحد ذاته، بل وأصبحت صرحا يرتقي بثقافة الطفل ويتبنى قضاياه· أتذكر رجالا هم اليوم في مراكز مختلفة من مواقع العطاء للوطن كانوا بالأمس يتنافسون على وضع صورهم في هذه المجلة التي استطاعت أن تكون الأولى في عالمنا العربي· وأتذكر زياراتي إلى مناطق من بلاد العرب ما أن يعرف أصحاب المكتبات انتمائي لذات الدار التي تصدر'' ماجد'' حتى يدعونني إلى إبلاغ قسم التوزيع بالتجاوب مع مطالبهم برفع الأعداد المرسلة لهم من المجلة· الصعود إلى القمة، قصة بحد ذاتها، ولكن أن تبقى في القمة فذلك هو ذروة التحدي ، خاصة ونحن نعيش عصر التحديات بكل معاني الكلمة ودلالتها· فلغة وأدوات مخاطبة الطفل والشرائح السنية الفتية تغيرت كليا ولم يعد الطفل يتقبل تلك الأساليب القديمة القائمة على الخيال البعيد عن الواقع، وأصبح صغيراليوم أوسع علما و معرفة في التعامل مع أدوات العصر، و الأكثر استفادة من طوفان المعلومات المتدفق عبر الشبكة العنكبوتية، بعد سقوط الأسوار والحواجز · وقد استطاعت'' ماجد'' أن تنفذ عبر كل تلك التحديات، لأنها اختارت ألا تبقى أسيرة قالب واحد، ففي عالم المطبوعات من لا يتجدد يتجمد· فالكثير من برامج الأطفال ظهرت، وكذلك مطبوعات مماثلة طفت على سطح عالم الطفل، ولكنها سرعان ما غابت بذات سرعة اللمعة الأولى · نجاح'' ماجد'' لم يكن وليد صدفة أو ضربة حظ ، بل ثمرة جهد متصل وإصرار متواصل على التميز والتفرد لتقديم وجبة أسبوعية ترضي أصعب الأذواق إرضاء، وأثمر هذا الإصرار اكتساب صداقة وحب أجيال من مختلف الأعمار والأجناس والأصقاع · ونحن نحتفل بهذه المناسبة لا ننسى تحية فريق النجاح الذي يعمل بصمت وتواضع ونكران ذات بعيدا عن الضجيج بقيادة الأستاذ العزيز أحمد عمر· مبروك عيد ميلاد ''ماجد'' الثلاثين·· و''عقبال مئة عام''·· وعسى أن يكون عمرها مديداً ·