تفاعل عدد من القراء مع ما جاء في رسالة السيدة الغربية التي أوردتها امس الاول، حول بعض أوجه القصور في مدينة أبوظبي· ومن أبرز التعليقات التي وردتني، ما ذكره أحد الاخوة القراء الذي يستضيف هذه الأيام صديقا له هو عمدة منتخب لبلدة فرنسية على الحدود السويسرية، يقول الرجل إن ضيفه زار أبوظبي منذ عشر سنوات، وعاد ليزورها هذه الأيام وفوجئ بالتطور المذهل والسريع الذي تحقق للمدينة - التي نعتبرها درة مدائن العالم- ولكنه لاحظ بعين الخبير ضرورة ارتباط ذلك التطور باهتمام أكبر وأوسع وأشمل مع خطط وبرامج تحسين نوعية الحياة للسكان، وهو أمر يرتبط بالتخطيط الحضري والتنمية المستدامة للمدن العصرية· وفي مقدمة ذلك تراجع المساحات الخضراء مع ارتفاع معدلات التلوث رغم بعد المناطق الصناعية عن السكنية، وكذلك تزايد الضجيج والتلوث الصوتي· كما أشار الى نقطة أخرى في غاية الاهمية، وهو يتحدث عن غياب المرافق الترفيهية التي تلبي احتياجات المتقدمين في السن، خاصة أن أعدادهم في تزايد، وهذه المرافق متنفس لهم· استنجدت بموقع بلدية أبوظبي على الانترنت لعلي أجد ما يخالف ما ذهب إليه الزائر ومضيفه الذي يشاركنا هذه الغيرة على مدينة أبوظبي وما تحقق لها وتوافر لها· ولكن للأسف لم أجد ما يشير الى ارتفاع المساحات الخضراء بالصورة التي تواكب التطور العمراني والسكاني· كما لا يوجد أي عرض لجهود الدائرة في مجال خفض نسبة التلوث والضجيج، بحيث تكون متاحة لمن يريد التعرف عليها عن كثب من دون الحاجة الى سماع الديباجة التقليدية إياها، ''لو أن الباحث أو الكاتب اتصل لوجد هذه المعلومات متاحة''· ونحن ننقل ملاحظات زوار أجانب وآخرين من أهل البلاد المسكونين بعشق هذه المدينة الى درجة الجنون، لا نبخس الجهود المقدرة والملموسة للإخوة في البلدية، ولكن نقول لهم ليس كثيرا علينا أن نحلم بأن تكون أبوظبي أجمل مدن العالم والأفضل في نوعية الحياة، ومن رآها تتبرعم أمام ناظريه كزهرة ندية ينبغي ألا يستكثر عليه أحد هذا الحق·