* تابعت مثل الجميع الهجمة الشرسة الموجهة ضد أسرة تحكيم كرة القدم الإماراتية· * وتابعت ما أدلى به الأخ علي بوجسيم نائب رئيس اتحاد الكرة رئيس لجنة الحكام للإعلام المرئي والمقروء·· وقد كانت ردود بوجسيم مهنية كما عودنا دائماً·· فهو لا يدافع عن باطل بل يدافع عن حق وعن المنطق وعن طبيعة الأشياء· * بوجسيم يقول دائماً إن خطأ الحكم جزء من اللعبة·· وأن الحكم الذي هو بلا خطأ لم يولد بعد·· ومعلوم أن أفضل الحكام هو أقلهم خطأ·· هذه قاعدة تحكيمية معروفة في الدنيا كلها· * المشكلة عندنا تأخذ أبعاداً أخرى فنحن من أشطر شعوب العالم ميلاً نحو نظرية المؤامرة·· كل شخص عندنا متهم حتى تثبت براءته وكأننا في محكمة·· رغم أن القاعدة الحياتية تعمل بمبدأ: أن كل إنسان بريء حتى يثبت العكس· * خطأ الحكام عندنا يأخذ ألف بعُد وبُعد·· ومن هواياتنا المفضلة أننا نطلق الأحكام بسهولة ليس هذا فحسب بل نعطي لخيالنا الحق في أن يسبح ويسبح بعيداً ربما إلى ما لا نهاية·· فكل شخص وراءه من يحركه ويستخدمه لمصلحة هذه الجهة أو تلك وكل حكم وراءه هذا النادي أو ذاك! * ومن الانصاف إذا أردنا أن لا ندفع ثمن هذه الهجمات الشرسة التي تطل علينا من آن لآخر أن نتعامل مع القضايا التحكيمية وفق المفهوم التالي: - أولاً: يجب أن تختفي من عقولنا نظرية المؤامرة·· وأن نحسن الظن بالناس·· فليس في الإمارات والحمد لله حكم واحد من الممكن أن يبيع ضميره أو صافرته مهما كانت المغريات· - ثانياً: إذا تفهمنا أن أخطاء الحكام لن تختفي وأن كل الأندية تدفع ثمن ذلك وليس ناد واحد أو ناديين·· بمعنى أن المستفيد من خطأ أحد الحكام اليوم·· فسوف ينكوي بنارهم في الغد·· إذا آمنا بذلك فسوف نريح ونستريح· - ثالثاً: أن لا نسعى لضياع مكاسبنا في هذا القطاع الصعب بالمطالبة المستمرة بحكام أجانب·· لأن الحكم الأجنبي باختصار معرض هو الآخر للخطأ·· ومن يضمن لنا عدم الخطأ البشري من أي جنس في العالم فنحن على استعداد لاستقدام حكام أجانب من الغد! - رابعاً: من الأجدى لنا أن نطالب لجنة الحكام بتطوير أدائها الإداري وتطوير حكامها باستمرار سعياً للإقلال من حجم الأخطاء·· هذا هو الحل الحقيقي لمواجهة المشكلة التي أطلت برأسها في الأسابيع الأخيرة واعترف بها علي بوجسيم بشجاعة· - خامساً: أعتبر ما قدمه محاضر الحكام الدولي عبدالرحمن لوتاه في مقالته بالأمس عن أفكار تخدم قطاع التحكيم بمثابة ورقة عمل يجب أن تتبناها اللجنة وتعمل بها على الفور ويجب أن تلقى هذه الأفكار مساندة حقيقية من مجلس إدارة اتحاد الكرة برئاسة الأخ محمد خلفان الرميثي الذي عرفناه جيداً رجلاً جاداً يسعى للتطوير· - سادساً: يجب أن نوقف على الفور هذه الحملات التي لا تخدم المصلحة العامة بهذه الصورة التي هي عليها·· وأن نتوقف عن نقد رموز التحكيم أمثال الكابتن علي بوجسيم حتى لا ''يطفش'' هو الآخر و''لا مؤاخذة'' كما فعلها آخرون·· فنحن في أمس الحاجة لوجوده بيننا كمحب وعاشق للتحكيم وصاحب تجربة عالمية·· وعلى نفس النسق يجب أن نعض بالنواجز على الأخ سالم سعيد سكرتير الحكام وأن نقويه ونقوي اللجنة ليس بالنقد الدائم·· بل بتقديم الأفكار التي من شأنها أن تساعده في حمل هذه التركة الثقيلة·· أرجوكم ترفقوا بنا·· وأخشى أن يأتي اليوم الذي نبحث فيه عن كفاءات فلا نجدها·· بعد أن أصبحت البيئة طاردة بصورة لم نعهدها من قبل!!