هذه نكتة قديمة جداً، ظهرت في مجتمعات عدة، ظهرت بنسختها الروسية والألمانية والتشيكية وأخيراً وصلت إلينا، بعد أن تمت ''أمرتتها''، و سبقت ''أمرتته'' الأستاذ المبدع محمد المر لمسرحية ''على جناح التبريزي'' للكاتب المسرحي الفرد فرج، والتي زادها المر وحسن رجب وفريق التمثيل ألقاً وتميزاً بفارق عن العمل عندما ''كوت'' على يد صقر الرشود ''رحمه الله'' وقدمه الفنانان محمد المنصور وغانم الصالح· تقول النكتة إن صياداً عاد إلى زوجته حاملاً سمكة كبيرة، طالباً منها أن تقليها فاعتذرت لعدم وجود زيت بسبب ارتفاع أسعاره في الأسواق، فطلب منها أن تشويها، فاعتذرت أيضاً لاختفاء الردة وارتفاع سعر أنبوبة الغاز في الأسواق· وأخيراً طلب منها أن تطبخها مع الصلصة، فلما عرف أن الطماطم أصبح يتداول سعرها كما أسهم البورصة، ودعته للذهاب لجلب الحطب لطبخ السمكة، فقام برمي السمكة في البحر، فما كان من تلك السمكة إلا القفز لتحيته شاكرة وهي تهتف عاشت وزارة الاقتصاد·· عاشت!· نكتة يتم تداولها عبر الكثير من ''المسجات'' والمنتديات، وتعبر عن نظرة عامة الناس لما يجري في أسواقنا· من حق وزارة الاقتصاد وعلى وجه الخصوص إدارة حماية المستهلك التحدث عن إنجازات حققتها، واعتبار معالجة 1500 اتصال في بلد تشير التقديرات إلى اقتراب تعداد سكانه من الخمسة ملايين نسمة إنجازاً يسجل لها، ولكن ما تقول الوزارة شيء وما يجري في الأسواق شيء آخر· وما تقول عنها من إجراءات لا أثر ملموساً لها في حياة الناس، فالغلاء يلهب الجيوب والقلوب، ومع ذلك الإخوة هناك يتغنون بإنجازات تحققت، وتدخل أسفر عن لجم ما يجري· بالأمس رفعت شركتا ''إمارات'' و''أيبكو'' سعر جالون الديزل إلى 12,80 درهم، وذلك للمرة السادسة في أقل من أربعة أشهر، وهو ما كانت تطالب به الشركتان اللتان ''تنعقان'' من أجل زيادة أسعار البنزين· في أسواقنا جهات لا تصدق أي رفع أو رسوم هنا أو هناك لتمارس هوايتها لتزيد الأسعار، وتختلق أزمات لتؤجج الغلاء· وأمام ما يجري لا نقول سوى عاشت وزارة الاقتصاد·· عاشت·