سأتحدث عن التحكيم الإماراتي لأنه هو شغلي الشاغل وهو ما يجب أن نهتم به وننشغل بتطويره وتقدمه إلى الأمام ليحافظ على المكتسبات التي حققها في السابق ولذلك فليسمح لي اخواني في مجلس إدارة الاتحاد وأعضاء لجنة الحكام أن أشاركهم بعض المقترحات التي سبق أن ناقشناها كثيراً بيننا كأعضاء في هذا الجهاز الحساس والتي لم يكتب لها أن ترى النور أو أن يؤخذ بها لانشغال الجميع بأحداث ومشاركات أدت الى تأخر تنفيذ الكثير من خطط التطوير في مجال التحكيم· فمنذ بداية تولي أخي وصديقي الكابتن علي بوجسيم مسؤولية رئاسة لجنة الحكام لم ننقطع عن الحديث والمناقشة حول كيفية تطوير هذا الجهاز ومازلنا كذلك متواصلين رغم ابتعادي عن اللجنة وعن التحكيم بشكل عام ولكن حبي لهذا الجهاز الذي ساهمت مع باقي رفاق الدرب في بناء بعض أركانه والذي وضع لبناته الأولى المرحوم بإذن الله العم عبيد إبراهيم الذي حببني في التحكيم وأسس للإمارات جهازاً تفتخر به ومازلت من المهتمين ولو من بعيد بسمعة هذا الفريق واحترامي لكل من يعملون بإخلاص في سبيل تطويره ولذلك فسوف أسمح لنفسي بالتحدث عنه وعن مشاكله وعن طرق تطويره إن أمكن المشاركة عن بعد· ففي البداية لابد أن نعترف بأن لدينا بعض الحكام المميزين ولا حاجة لي بالتذكير ببعض الأسماء فهي معروفة للجميع ولكن لدينا الكثير من السلبيات ولا أعني بها الأخطاء التي تقع أثناء المباريات بل السلبيات التي أراها هي في طريقة اهتمامنا بالجهاز التحكيمي والذي لم يدخل عليه أي نوع من أنواع المساندة بل بقي حملاً ثقيلاً على سكرتير لجنة الحكام الأخ سالم سعيد منفرداً فتحول سكرتير اللجنة الى كل شيء فيها لا لرغبته في ذلك بل لكثرة العمل في هذه اللجنة ولحساسيته فهو السكرتير وهو المراقب وهو المحاضر وهو المتابع لجميع الحكام ولتعييناتهم وهو المستمع لشكاواهم ومشاكلهم وهو الساعي لحل أغلب هذه المعضلات الى جانب عمله الأصلي ووظيفته ويشمل هذا الاهتمام جميع مراحل اللعبة من الدوري العام الى دوري الدرجة الثانية الى المراحل السنية وكذلك إعداد وصقل الحكام الجدد وغيرها من أمور التعيينات الخارجية والدورات التأهيلية وما أكثرها وليس مشكلة الأخ سالم سعيد كثرة هذه المهام وتشعبها بل هي مشكلة اللجنة التي لم تقسم العمل بينها وتحدد الاختصاصات بدقة وتفصل بين المهام وتعيين من تحتاجهم للتطوير الى جانب الكابتن سالم سعيد الذي دائما ما يكون هو ضحية عدم التطوير الإداري في اللجنة وكذلك عدم إعطاء باقي الأعضاء الاهتمام الكافي لعملهم لإحساسهم بأن السكرتير سوف يقوم بكل هذه المهام فإذا اردنا أن نطور التحكيم لابد أن نحدد الاختصاصات وأن نوزعها بين الأعضاء وأن نكلف بها أكثر من عضو وأن نتابعهم بدقة وأن نحرص على استمرار اجتماعات اللجنة بصورة منتظمة وهي ليست كذلك في الفترة الماضية وايضا علينا أن نستعين ببعض الخبرات الأخرى لمعاونة الموجودين وليس في ذلك تقليلاً من الجهود الجبارة التي يقوم بها الكابتن سالم سعيد مشكوراً ولكن اليد الواحدة لا تصفق ولكي يتطور التحكيم فلابد من فصل الدرجات بأن يتم توزيع الحكام الى مجموعات صغيرة تكون لكل منها إدارة منفصلة مسؤولة عنها تعدها وتطورها وتعينها وتشرف على جميع شؤونها التحكيمية ومشاكلها وعلى سبيل المثال بأن يختص فريق بحكام المراحل السنية وإعداد الحكام الجدد ويختص فريق آخر بالمسؤولية عن حكام الدرجة الثانية والفريق الثالث يكون مسؤولا عن الدرجة الأولى والحكام الدوليين وهكذا نكون قد حددنا الاختصاصات ووزعنا المهام فيسهل التطوير ومعالجة أية مشكلة ويسهل التعامل معها وأنا أعلم بأن مثل هذه الأمور مكلفة ماليا ولكنها مثمرة ونتائجها تحقق الهدف المنشود بتطوير التحكيم كذلك لابد من التضحية بالجهد والمال والوقت الأكبر لإدارة هذا الجهاز ولابد من إعداد كوادر إدارية كمحاضرين ومشرفين مؤهلين يتحملون مسؤولياتهم بشكل علمي مدروس بدلا من الاعتماد الكلي على سكرتير اللجنة الذي مهما بذل من جهد فهو فوق طاقته وهو ليس سوبرمان زمانه·