لم أكن أنوي الكتابة عن الحكام مرة أخرى بعد أن توقفت معهم في آخر مقالين في هذه الزاوية، لكن المستجدات التي حصلت في الجولة الماضية من الدوري، علاوة على الكثير من علامات الاستفهام والتي ظهرت فجأة على سطح عمل اللجنة تدفعني للاستمرار والتوقف مع قطاع الحكام· وللمرة الألف نقول إننا مع الحكام قلباً وقالباً وإن أخطاءهم أمر طبيعي وتتكرر في كل مكان وزمان لكن ليس معنى دعمنا للتحكيم وحكامنا أن نغض الطرف عن الأخطاء ونتجاهلها وكأنها لم تحصل، وليس معنى ذلك أن نتجاهل كل الحديث المثار عن طريقة عمل اللجنة وسهام الاتهامات الموجهة نحوها· من الصعب أن نمر على حديث عيسى درويش ومن بعده استقالة صلاح أمين وصمت لجنة الحكام حيالها دون التوقف، ومن الصعب أن نمر على الأخطاء السهلة التي تحصل وتؤثر بشكل مباشر على نتائج المباريات· في الجولة الماضية، كان الدور على الوصل في الشرب من كأس الأخطاء التحكيمية بعد أن حرم من ضربة جزاء في الشوط الأول ومن هدف صحيح في الشوط الثاني، والحديث يطول عن الهدف الملغى، لو كانت اللعبة من النوع الصعب لقلنا إن الأمر اختلط على حامل الراية ولوجدنا له العذر لكن اللعبة كانت من النوع السهل والذي لا يحتمل التأويل والشك· هناك اتهامات كثيرة ضد اللجنة وفي طريقة عملها واستمرار اللجنة في التزامها الصمت تجاه استقالة أمين وتصريحات عيسى درويش ليس من مصلحة اللجنة في شيء خاصة أن هذه الأحداث تعطي انطباعاً سلبياً عن اللجنة يوحي بأنها تتآكل من الداخل· والأخطر من ذلك أنها توحي بأن مشاكل اللجنة الداخلية تنعكس على أداء الحكام في المباريات والذين كثرت أخطاؤهم مؤخراً، وقد لا يكون هناك رابط بين ما يحصل داخل اللجنة وبين الأخطاء التي تحصل في أرض الملعب لكن الناس تحكم بالظاهر والظاهر يخبرنا أن اللجنة تعاني في هذه المرحلة من حالة انعدام وزن جعل بعض أبنائها ينقلبون عليها· لذلك يجب أن ترد اللجنة وتبين وجهة نظرها فيما حصل وألا تترك الحبل على الغارب للتفسير والتأويل خاصة أن كل التأويلات التي نسمعها تسير ضد اللجنة وهي مطالبة على أقل تقدير بالدفاع عن نفسها وعدم التعامل بسلبية عن طريق التزام الصمت· في بيئة الشك التي تحيط بلجنة الحكام سيتم تعظيم أصغر الأخطاء التي يقع فيها الحكام وتهويلها وتكبيرها وهو أمر يأتي على هوى المطالبين بعودة الحكام الأجانب· صحيح أن هذا المطلب خف في هذه الفترة لكن لا يغرنكم شكل الرماد لأن النار من تحته لا تزال شديدة السخونة·!!