في خطوة غير مسبوقة - على ما أذكر- حرص موظفو وزارة العمل على نشر إعلان بمساحة صفحة ملونة كاملة في الصحف المحلية لتوجيه الشكر الى معالي الدكتور علي بن عبدالله الكعبي وزيرهم السابق· وهي لفتة طيبة باتجاه تعزيز ثقافة تقدير وشكر من اجتهد وعمل، وقد كان الرجل سباقاً أيضاً في هذا الاتجاه عندما حرص لدى تسلمه الوزارة على تكريم من سبقوه للمنصب بإطلاق أسمائهم على قاعات اجتماعات مقار الوزارة العتيدة· وبالأمس أطلق الموظفون اسمه على قاعة الاجتماعات الرئيسية في مبنى الوزارة بأبوظبي· وكان الرجل، الذي اجتهد كثيراً في القضايا العمالية الشائكة ومسائل التركيبة السكانية المعقدة، قد أمضى يوميه الأخيرين بالوزارة في وداع موظفيه، شاكراً تعاونهم معه، ودعاهم الى بذل المزيد من الجهد مع خلفه معالي صقر غباش الذي عرفناه جميعاً في ساحات عدة من ميادين العمل الوطني·والشيء نفسه قام به موظفو وزارة المالية أمس لمعالي الدكتور محمد خلفان بن خرباش· شكراً·· كلمة بسيطة عميقة المعاني، وأصداؤها كبيرة عظيمة، وتعزيز ثقافة شكر من عمل واجتهد يقلص مساحات أولئك الذين يحاولون تصدر مشهد الخدمة العامة، وهم يروجون ويرفعون شعار ''مات الملك·· عاش الملك''· وللأسف هم كثر، تعج بهم دوائر ومؤسسات عدة· فما أن يغيب من كانوا الى وقت قريب يطبلون له ويسبحون بحمده حتى يقلبوا له ظهر المجن، ولا يكتفون بذلك بل ينهشون في سيرته، ويتقدمون على أنهم رجال كل المراحل، وهم يعرضون أنفسهم وخدماتهم المجانية للجديد الذي دانت له الأمور وأقبل على الكرسي الدوار· ويصورون للقادم الجديد أنهم رجاله الخُلّص، وإذا أسلم لهم الخيط والمخيط شغلوه عن مهامه الأساسية بافتعال معارك جانبية لتصفية حساباتهم مع الآخرين الذين يصورونهم له على أنهم الأعداء والعقبة في طريق النجاح والتميز· نحن فعلاً بحاجة إلى تعزيز ثقافة الشكر والتقدير لكل من أجاد وأحسن، وعمل واجتهد، من دون أن يعني ذلك تحويلهم إلى أصنام، ويجب ألا ننسى على الإطلاق قول سيد الخلق صلى الله عليه وسلم الذي نشأنا عليه بأن ''من لا يشكر الناس لا يشكر الله''، ولكل مجتهد نصيب·