** فجّر حصول قناة ''الجزيرة الرياضية'' على حقوق بث مباريات دوري أبطال أوروبا لمدة ثلاثة مواسم اعتباراً من موسم 2009-2010 بعد منافسة ساخنة مع شبكة راديو وتليفزيون العرب (A.R.T) مقابل أكثر من 200 مليون دولار، سؤالاً له ما يبرره وهو أين نحن من حرب الحقوق التليفزيونية وكيف لقناة ''أبوظبي الرياضية'' أن تحتفظ بلقبها ''قناة التميز'' وكيف لقناة ''دبي الرياضية'' أن تروج لشعارها ''قناة المشاهير'' دون أن يكون لدى أي منهما حقوق إحدى البطولات القارية أو الدولية أو أحد الدوريات الشهيرة؟ ** وحتى لو افترضنا جدلاً أن القناتين ستبذلان قصارى جهدهما لإعداد برامج لجذب مشاهديهما عوضاً عن البطولات الحصرية، فمن يعتقد أن البرامج مهما بلغت جودتها يمكن أن تقنع المشاهد بالتحول لها بعيداً عن مباراة في كأس العالم أو في دوري أبطال أوروبا أو في بطولة أفريقيا أو في الدوري الإسباني أو الدوري الايطالي· لقد باتت قنواتنا المحلية في موقف صعب إزاء انحصار المنافسة بين ''الجزيرة الرياضية'' وشبكة (A.R.T) والتي تجاوزت حدود التنافس على البطولات الشهيرة، ويكفي أن نعلم أن مباراة منتخب الإمارات المقبلة مع سوريا في تصفيات كأس العالم قد لا تتابعها جماهيرنا على الشاشة المحلية، بعد أن حصلت ''الجزيرة الرياضية'' على حقوقها الحصرية في إطار سعيها للبث الحصري لتصفيات كأس العالم ومنها 200 مباراة أوروبية في نفس التصفيات· ؟؟ والأكثر من ذلك أن الخطر الذي يتهدد قنواتنا المحلية، قد يصل إلى حد عدم الحصول على حقوق بث أول دوري للمحترفين في الإمارات والذي ينطلق بعد شهور قليلة، وطالما أن الأمر يخضع لقانون العرض والطلب فإنه لا أحد يمكن أن يستبعد أن يدخل منافسون من خارج الدولة للحصول على حقوق بث الدوري الإماراتي الذي سيتحول إلى دجاجة تبيض ذهباً من خلال الإعلانات وعدد المشتركين، لاسيما أن الدوري الإماراتي يحظى بجماهيرية وشعبية كبيرة داخل الإمارات وخارجها· ** والسؤال ما هو موقف قنواتنا المحلية، لو حدث ذلك، وماذا يمكن أن تقدم لمشاهديها بعد أن تتحول إلى محارب أعزل من كل أسلحته، وكيف يمكن أن نواجه الخطر القادم الذي لا يستطيع أحد أن يتكهن بحجمه ولا باستراتيجياته؟ ** وهل ستقبل قنواتنا المحلية أن تتحول إلى مقاعد المتفرجين وتكتفي بمتابعة المنافسة الساخنة بين أقوى شبكتين تليفزيونيتين عربيتين (A.R.T) و''الجزيرة الرياضية''؟ ** كلها أسئلة تبحث عن إجابات وافية، وتستوجب تحركات سريعة، حتى لا يتحول مشاهدو ''أبوظبي الرياضية'' و''دبي الرياضية'' إلى القنوات الأخرى ويصبح لقب ''قناة التميز'' أو ''سيدة القنوات الرياضية''، و''قناة المشاهير'' إلى مجرد ألقاب جوفاء لا تقدم ولا تؤخر!