معلوم أن الفوز والخسارة في ميدان الرياضة وجهان لعملة واحدة· فإذا كنت قد استطعت الفوز اليوم فإنك معرض للخسارة غداً·· وهكذا·· هذه هي سنة الرياضة· لكني قرأت خسارة الشباب الأخيرة أمام حتا على عكس هذه القاعدة الرياضية· لقد رأيت ما حدث أكبر من مجرد خسارة لأن هذه الخسارة جعلت الذين يراهنون على الشباب كبطل قادم لدوري هذا الموسم يخسرون الرهان! جدل كثير صاحب صدارة الشباب، هناك من كان يقول إنه قادر على مواصلة المشوار وكانت له قناعاته، وهناك من كان يقول عكس ذلك وكانت له قناعاته أيضاً· شخصياً كنت من أنصار الفريق الأول، فكنت أرى فيه صورة لفريق الوصل في السنة الماضية من حيث القدرات الفنية وبخاصة من قبل لاعبيه المواطنين لأنني كنت ولا زلت على قناعة أنه لا بطل دون لاعبين مواطنين أكفاء وليس كما يرى البعض أن اللاعبين الأجانب بعد أن زاد عددهم الى ثلاثة هم القادرون وحدهم على صناعة الفارق ومن ثم احراز البطولات· لو نظرت الى الوصل في الموسم الماضي لوجدت أن العناصر المتميزة هي التي صنعت روح الفريق وروح البطولة بعد ذلك دونما تصنيف وتمييز ما بين مواطن وغير مواطن، من كان يقول إن دور ماجد ناصر مثلاً أو دور خالد درويش كان يقل عن دور أندرسون أو دور أوليفيرا حتى لو كانت الأهداف قد جاءت عن طريقهما· باختصار كانت قناعتي أن نفس المشهد يحدث في الشباب هذا الموسم وكانت مباراة حتا بمثابة فرصة العمر حتى يؤكد الشباب هذه النظرة ويطير بأرزاقه ويوسع الفارق ويمضي قدماً نحو اللقب· لكن الذي حدث العكس!! الخسارة من حتا على وجه التحديد جاءت قاصمة للظهر، فهي تسببت في هبوط معنويات الذين كانوا متحمسين لنادي الشباب، فما بالك بالفريق نفسه! أرجو أن لا يدفع الشباب ثمن هذه الخسارة على وجه التحديد وأرى أن العودة لاستعادة الثقة ممكنة لكنها ليست سهلة· الفريق مطالب وفي مباراته المقبلة على وجه الخصوص - وهي على ما أظن أنها مع نادي العين في دار الزين - مطالب بجهود مضاعفة وبتركيز هائل إذا أراد أن يستمر حتى لا ينفرط العقد الجميل الذي عمل له من بداية البطولة وحتى الآن· أعرف أن لكل مباراة ظروفها، لكن فريق الشباب تعامل مع فريق حتا باستخفاف شديد· وبأحكام مسبقة، وهذه ليست أبداً لغة الأبطال· من الممكن أن يكون ما حدث درساً مفيداً شرط أن يعض بالنواجذ على كل المباريات المقبلة، وأعرف أن ذلك عملياً ليس سهلاً، لكن الشباب هو الذي وضع نفسه في الخانة وعليه أن يخرج نفسه منها وفي أسرع وقت ممكن· أما بعد: فكل الإشادة بروح فريق حتا المكافح من أجل البقاء في النور والذي انتهز فرصة حسابات خاطئة من منافسه ولم يفرط فيها· من الممكن أن يلعب الحكم دوراً سلبياً فهو بشر، لكنني لا أعتقد مطلقاً انه كان سبباً مباشراً في هزيمة الشباب، واذا اعتقد الشباب ذلك وعاش في هذا الوهم فالبطولة لن تكون قريبة منه· أهم شيء في لغة الأبطال أن تظل روح البطولة معك دائماً، أي أن تكون في حالة تركيز مستمر دونما نظر لهوية الفريق المنافس، وأن تكون لديك شجاعة الاعتراف بأخطائك حتى لا تكررها مرة أخرى· كل التوفيق للشباب في مشواره الصعب القادم، وكل الأمنيات لمن يبحث عن فرصة المنافسين من الآخرين، فهذا حق الجميع·